في إطار تتبع “الجهة8” لشؤون مجلس جهة درعة تافيلالت، و إدارتها، اذ تعتبر هذا الاهتمام الاعلامي منها، ترجمة حقيقية لاسم جريدتنا “الجهة8” التي حصرت تغطياتها و اهتمامها الاعلامي فقط بما يدور في الجهة الثامنة في الترتيب الترابي المغربي، أي بجهة درعة تافيلالت، و اعتبارا لكون الموارد البشرية عنصرا حاسما في تنزيل التنمية الشاملة في ابعادها المتعددة، توصلت الجريدة، كما وعدت قراءها، بلائحة المترشحين لشغل مناصب المسؤولية بإدارة جهة درعة تافيلالت، والتي سبق و أشرنا أننا سنعمل على متابعة هذا الملف و الكشف عن جميع خيوطه و العلاقات المتحكمة فيه و المصالح موضوع التبادل.
وكما سبق لمصادرنا أن أكدت من داخل الإدارة، أن خطوة اجتياز مباريات التعيين في مناصب المسؤولية بإدارة الجهة، ما هو إلا حلقة أخرى من حلقات الوزيعة التي تتعرض لها أموال الجهة، التي انطلقت مع قدوم الرئيس الجديد و فرض موظف في عمالة الرشيدية، مديرا للمصالح عليه، ضدا على ارادة الحزب محليا و مركزيا، والتي كانت من تجلياتها توظيفات مشبوهة للمقربين من عائلة المسؤولين على الجهة
“الوافد الجديد على إدارة الجهة”.. بداية القصة
في هذه الحلقة، تقول مصادرنا ان الأمر يتعلق، بموظف سابق بإحدى الجماعات الترابية بالمملكة، تعرض لبطش رئيسه، لأنه كان يمارس “التسريب” و يعمل ضد مصالح إدارته و رئيسه مع جهات معينة، إلا أن نتائج الإنتخابات هناك كانت وبالا عليه، فخير بين أن يعيش الضنك في إدارته او ان ينتقل إلى إدارة أخرى، فاختار الثانية، خصوصا و أنه تجاوز سنوات اجتياز الكفاءة المهنية بأربعة سنوات لم يوفق في امتحاناتها.
الوافد الجديد، حسب مصادرنا، سيبدأ في البحث عن موطئ قدم، في إدارة ما من حجم إدارته السابقة، و يتوجه رأسا نحو احد مجالس الجهات، الذي بعد عناء سيحصل على فرصة لمقابلة مديرها العام للمصالح، إلا أن هذا الاخير لم يقتنع اطلاقا بشخصية الوافد الجديد و لا بهندامه ولا بما تحمله جمجمته من معطيات و تجربة خاوية لاتصلح لأي شيء.
استعطف الوافد الجديد، تقول مصادرنا، مدير تلك الإدارة بالدفع انه يجب النظر اليه ك”حالة اجتماعية” و أن انتقاله جاء بناء على رغبته في الاقتراب من والدته التي تقطن هناك، لكن لم ينفع معه أي مبرر ولم يتم قبوله و وقف التواصل معه.
الوافد الجديد يستخدم القبلية لولوج إدارة الجهة
بعدما رجع بخفي حنين من الإدارة الأولى التي استعطفها للالتحاق بمصلحة من مصالحها، ستتفق عبقريته، إلى استهداف إدارة ما تزال تتوفر على مناصب شاغرة للسلم 11، ولا تتوفر على موظفين سيجتازون مباراة الكفاءة المهنية خلال هذه السنة.
سيستقر توجهه ثانيا نحو إدارة جهة درعة تافيلالت، التي تتوفر فيها الشروط التي ذكرنا سابقا، حسب المصادر نفسها، و سيستغل احد أباطرة الإنتخابات الذي ينحدر من دواره بإحدى جماعات الرشيدية، من اجل التدخل له لدى جهات عليا بالجهة لإعطاء امرها لمدير جهة درعة تافيلالت باستقباله و منحه فرصة الالتحاق بمصالحها.
الوافد الجديد، سيدفع مجددا بأنه حالة اجتماعية و يرغب في الاقتراب من والدته التي تقطن مجددا بالقرب من الرشيدية، بعيدا ب600كلم عن مكانها الأول الذي أخبر به مدير المصالح بالإدارة الأولى.
سيأتي إلى مدير الجهة الحالي، ولأن هو اصلا ضعيف تكوينا و تجربة و تدبيرا تواصليا، سيقبل به، دون إخضاع لأية اختبار للكفاءة او للمعطيات اللازمة للالتحاق بإدارة من حجم مجلس الجهة، و لانه “موصى عليه” من مول الإنتخابات بالجهة و بالتالي من جهات عليا بالجهة.
الادارة ترى فيه “المنقذ” و “يد البطش” ضد الموظفين
سيأتي بملفه من إدارته الأصلية، التي قضى فيها عشرة سنوات دون أن يتمكن من الصعود إلى السلم 11، خلال الأربعة سنوات التي اجتاز فيها امتحانات الكفاءة، و سيتكلف مدير المصالح بإعداد وثائقه و تفاصيله و إرساله المعالجة من طرف باقي المصالح الخارجية، و يمنحه الضوء الأخضر من اجل عقد لقاءات مع الموظفين لمعرفة بنية الإدارة و تفاعلاتها.
انطلق الوافد الجديد، حسب ما اوردته مصادرنا، في طلب لقاء الموظفين، مستغلا الضوء الأخضر لمدير المصالح، الذي تصرف فيه بعجرفة و سلطة مفشوشة، ظنا منه أن الموظفين جميعهم تدخل لهم أحدا ما في للتوظيف و انهم سينفذون امر مديره بتفاصيله، بتمت معاملته بسخرية و استهزاء من طرف مجموعة من الموظفين، الذين لم يفهموا اصلا سبب لقاءه بهم وهو غير الحاصل أنذاك على اية وثيقة رسمية تبثت انتماؤه للإدارة.
الوافد الجديد، كما وصفته مصادرنا، قابل لاعادة التشكيل و التركيب و لصنع منه ما تشاء من انواع الإنسان، بما يخدم مصلحتك، فقط عليك أن تقدم له إنقاذا عمليا من الحاجة إلى الترقية التي كان يرتع فيها.
بدأ الوافد الجديد، كما قالت مصادرنا، التصرف داخل الإدارة و كأنه رئيس مصلحة، و الأمر الناهي في شؤون الموظفين، منزلا “سم” رئيس الجهة و مديره تجاه الموظفين، و ازاح موظفا مشهود له بالكفاءة من منصبه و أعاد تشكيل فريق تدبير شؤون الموظفين بناء على رغبة الإدارة و توجيهاتها.
الإعلان عن مناصب المسؤولية داخل الإدارة .. التأخر و السبب
سيضطر، ومن اجل تنفيذ التزامه، مدير الجهة الى تأخير موعد الإعلان عن فتح باب الترشيح لشغل مناصب المسؤولية الشاغرة بإدارة الجهة، بما يتناسب مع استكمال الوافد الجديد للمدة القانونية، التي تتيح له الترقية بالاختيار من طرف رئيس الإدارة و موافقة اللجنة الثنائية المتساوية الأعضاء، وهي العشرة سنوات بالتمام و الكمال، احتساب من يوم توقيع محضر الالتحاق بادارته الأصلية. كما أشارت مصادرنا.
الوافد الجديد، حسب مصادر الجريدة، سيكمل عشر سنوات من المزاولة الفعلية لوظيفة عمومية، في شهر أكتوبر 2022، وهو ماحذا بالمدير إلى انتظار الاسبوع الاول من شهر الاكتوبر الماضي لإعلان الترشيح لمناصب المسؤولية حتى يمكنه من ذلك.
مصادرنا، قالت إنه قبل اعلان فتح باب الترشيح لمناصب المسؤولية، دعا رئيس الجهة أعضاء اللجنة الثنائية المتساوية الأعضاء للاجتماع، و النظر في الوضعية الإدارية للوافد الجديد و ترقيته بناء على قرار لرئيس الجهة الى السلم 11 عن طريق الاختيار، حتى يتمكن من الترشح لمناصب المسؤولية بعدها.
هكذا تطورت وضعيته المالية في ظرف أربعة أشهر
الوافد الجديد، قدم بوضعية إدارية، تتيح له الحصول على راتب اساسي يبلغ 6.500 درهم شهريا و بعد ترقيته إلى السلم 11 عبر الاختيار، من طرف رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، أصبح يحصل على راتب يبلغ 8.189 درهم، في رتبته الخامسة، بينما حين تمت ترقيته إلى الرتبة السادسة في السلم 11، سيحصل على راتب بلغ 10.411 درهم.
هذا الراتب، حين يجري انجاحه في منصب رئيس مصلحة، اليوم الخميس، سينضاف اليه تعويض يبلغ 1.750 درهم، ليصبح الراتب الشهري الإجمالي للوافد الجديد على إدارة مجلس الجهة، 12.161درهم، ومع احتساب التعويضات العائلية سيرتفع إلى 13.326 درهما.
حين يتم حساب هذه الأرقام جميعها، سنخرج بنتيجة مفادها، ارتفاع راتب الوافد الجديد، في ظرف خمسة أشهر، من 6.500 درهم إلى 13.326 درهما، أي بنسبة عددية بلغت 6.826 درهم، بنسبة بلغت 95.22 في المائة.
هذا التغير والتبدل والتطور الذي شهده راتب الوافد الجديد، يمكن تفسيره، حسب مصادرنا، برغبة الادارة في التحكم في شؤون الموظفين و في فرض ما ترغب فيه، و وظفت كائنا يقبل التشكيل كلما دعت ضرورة الادارة ذلك.
اقرأ المزيد :
كعكة الإدارة بالجهة ..الحلقة الأولى : “مول الميزانية” يحقق حلمه داخل ادارة الجهة و يستغل مواردها