Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

طوفان الأقصى: أسباب النِّزالْ.. حتميات المآلْ.. وواجبات الحالْ..

د. الحبيب شوباني

في واجبات الحال.. الفردية والجماعية (4/4)

بعد الاستهلال وبيان أولوية الوعي بجذور نزال طوفان الأقصى، وبعد استعراض المآلات الراجحة لهذا الحدث التاريخي الفريد في كل تداعياته، نختم مقالتنا بقول ما يفرضه الحال من واجبات على المستوى الفردي والجماعي والمؤسسي، تنبيها على أهمية التموقع في الجانب الصحيح من حركة التاريخ، والعمل الإرادي لتعزيز التحول الجوهري الجاري عالميا في الوعي السياسي للشعوب، وفي موازين الإرادة والقوة والفعل، نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، ومواجهة لمشروع صهيوني يشكل بحثه عن “مكان تحت الشمس” تناقضا وجوديا مع أمن واستقرار وازدهار دول وشعوب الأمة الإسلامية؛ وبالنتيجة، خطرا مؤكدا على السلم الدولي  المستحيل تشييده دون قيم إنسانية مشتركة، وتعاقدات قانونية ملزمة، تجعل المجتمع الدولي نصيرا لكل شعب يقاوم الاحتلال، وظهيرا لا يتساهل مع مرتكبي  جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية، وجرائم العدوان (حسب قاموس واختصاصات المحكمة الجنائية الدولية).

وفيما يلي بيان بعض الواجبات التي تجعل كل ذي ضمير سَوِيٍّ يقف الموقف الصحيح من طوفان الأقصى، ويتحرك في مربع الفعل المسؤول والمؤثر في حركة التاريخ ضد الإفساد والعُلُوِّ والطغيان :

 

 

لأجل ذلك، ولأنه لا عاصم من أمر الله إلا من رحم.. وجب على كل ذي لُب أن يتموقع في المكان الصحيح من الصراع، لأن كافة المؤشرات تفيد أن المآلات سائرة حتما إلى حرب تحررية شاملة وهندسة إقليمية جديدة، وليس الأمر مجرد مواجهة كما كان الحال قبل اشتداد عود المقاومة، وبعد اشتداد إمعان الكيان الصهيوني في تنزيل رؤيته التلمودية المؤمنة بأسلوب جرائم الحرب والإبادة لبناء نظام سياسي عنصري في دولة الهيكل الخالصة لليهود؛ أي إن المآلات سائرة لترسيخ استحالة أي حل سلمي يضمن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني؛ بمعنى آخر، إن القدر يقود المنطقة حتما إلى حرب كبرى لن تنتهي إلا بتفكيك آخر استعمار استيطاني ظلت تعاني من وجوده الأمة بأكملها، كما ظل الشعب الفلسطيني يشكل رأس الحربة في هذه المواجهة، شاهدا وشهيدا في هذه الملحمة الأسطورية التي يتواجه فيها الحق المطلق مع الشر المطلق، مواجهة لا تعايش فيها إلا بزوال أحدهما.. ! ومتى كان الحق زهوقا ليزول؟ !! ..

إن قدر الباطل أن يغرق حتما في سوء تقديره وفعله.. وقد بدأ طوفانه :

 

هذا هو الطوفان وهذه بعض بدايات تمظهراته.. وتلك بعض وظائفه: الإغراق لمن استجمع شروط استحقاقه .. والنجاة لمن أخذ بالأسباب ! وقد فعل طوفان الأقصى فعله، وما يزال، وسيظل.. !

تلك سنة الله في الذين خلوا من قبل.فاعتبروا يا أولي الأبصار.. !

Exit mobile version