Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

مبادرات إصلاح العمران تتعثر بحدائق تافيلالت

حملة الاصلاحات التي يقودها الرئيس المدير العام لمؤسسة العمران منذ تعيينه من طرف الملك محمد السادس بدأت تواجه مقاومةَ شرسة من طرف بقابا تركة بدر الكانوني الذي اعفي من مهامه وهو خارج الوطن والتي باتت لا تعير اي اهتمام لسياسة الرئيس المدير العام وعلى خلفية انخراط المجموعة في مجال العقار بجهة درعة تافلالت تتجه الشركة لإطلاق مشروع عقاري كبير يمتد على مساحة 92 هكتار بمدينة الرشيدية تحت اسم حدائق تافلالت وهو المشروع الذي تم تدشينه على الورق منذ سنوات خلت قبل اندماج مؤسسة العمران بمكناس ضمن مجموعة العمران بجهة فاس مكناس اليوم وبعد انتظار طويل ومفاوضات ماراثونيه تلقت الشركة الضوء الاخضر من الرئيس المدير العام للشروع في اجراءات الاقتناء بعدما تلقت وعودا بمنحها الدعم المادي الذي شكل النقطة السوداء لهذا المشروع حيث لم تستطع الشركة توفير السيولة المالية والتي تقدر ب 14 مليار سنتم من أجل إتمام عملية الاقتناء رغم المداخيل المالية والارباح التي جنتها من عملية البيع الكلي للبقع الارضية بتجزئة الرياض والوفاق.

بدأت إذن عملية التسجيل ودفع الطلبات للراغبين في الاستفادة،حيث سجل أكثر من 7000 طلب استفادة لجأت الشركة بموجب ذلك إلى عملية القرعة والإعلان عن لائحة المستفيدين في مشهد غريب أثار استياء الجميع، وحسب شهود عيان فإن لعبة القرعة ما هي إلا حيلة تحاكي قصة حصان طروادة الذي يخفي بداخله جيش من الفرسان لضمان بقع لها بتجزئة العمران بينما البقية ظلت بحسن نية تشكل طابورا أمام بناية المؤسسة طول النهار عساها أن تتمكن من وضع طلبها لنيل حظها من لعبة القرعة هاته للحصول على بقعة أرضية ،أسماء بارزة ظهرت على لائحة المقبولين،من المؤكد أنها لم تطأ قدماها الإدارة لوضع طلبها كباقي الاشخاص، بل وجدت من ينوب عنها في ذلك وبمجرد نقرة على الهاتف كان لها ما أرادت ، إذ ما الفائدة من تحديد شروط بعينها كعدم استفادة صاحب الطلب من عقار بالعمران مسبقا أو توفره على شهادة ملكية إن كانت العملية متاحة لغير هؤلاء ،لائحة ضمت أسماء تحدوها الرغبة في الانخراط في المضاربة العقارية وهاجسها تحقيق الربح ومضاعفة الاستثمار وأخرى تمتلك من الاملاك والمشاريع ما يغنيها عن التضييق على المحتاجين وفسح المجال أمام من يطمحون في الحصول على بقعة أرضية للسكن.

دون الحديث عن التزامات الشركة في تحديد موعد تسليم العقار الذي يغيب عن الذكر ، فإن القائمين على رأس شركة العمران بجهة درعة تافلالت يشكلون الاستثناء في التدبير بقيادة لا زالت تحن إلى عهد المدير العام السابق للهولدينغ ويصعب عليها الانخراط في مواكبة الاصلاحات الجديدة والانخراط في تنفيذ السياسات العمومية ولن تفوت أية فرصة لإزاحة من يقف في طريقها ، مجهودات كبيرة يقودها الرئيس المدير العام للهولدينغ من أجل طي صفحة الماضي والانخراط في العمل الجاد والمهام الموكلة للمؤسسة ، لكن بعض الممارسات المشينة كالزبونية والمحسوبية و التملق عادة ما تؤسس لسلوك يجسد انطباعا سيئا لدى من يحاول استغلال الادارة و المنصب ويظهر بمظهر الشيطان المختبئ في جلباب الورع المتقي الذي تقضى على يديه حوائج الدنيا.

فمهما كان الامر فإن جهود الرئيس المدير العام لإعادة الامور إلى سكتها الحقيقة لا زالت مستمرة رغم مواجهتها بقوة التأثير من طرف الراغبين في كبح أية مبادرة إصلاح وترغب أيضا في إبقاء الوضع كما هو عليه الحال بعيدا عن أعين المراقبة والمحاسبة.

Exit mobile version