علمت جريدة الجهة الثامنة من مصادر موثوقة، أن أحد الرحل قرب جبل “كيسان” بجماعة تفتشنا بزاكورة، عثر عشية اليوم الاثنين، على التلاميذ الخمسة الذين اختفوا منذ ليلة الأربعاء الماضي، تاركين وراءهم رسائل لذويهم بعدم البحث عنهم، و أنهم اتخذوا قرار الهجرة .
و عاش اقليم زاكورة، منذ أيام، على وقع استنفار أمني كبير لأجل البحث عن المختفين الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 17 سنة، يتابع أغلبهم دراسته بالمرحلة الاعدادي بثانوية ابن رشد، حيث تعلق الامر بتلميذين من دوار تيغزى و ثلاثة تلميذات نزيلات بدار الطالبة بدوار تملالت.
و تناقلت مصادر اعلامية، أن التلاميذ الخمسة، كانوا قد أوهموا عائلاتهم بأنهم توجهوا للمؤسسة التعليمية حيث يدرسون لتلقي دروس الدعم، غير أنهم اختفوا جميعا بشكل جماعي، دون أن يحملون معهم لا مال ولا هواتف، مشيرة إلى أنهم تركوا رسائل لأسرهم يودعونهم و يخبرونهم أنهم قرروا الهجرة خارج أرض الوطن و الذهاب للبحث عن مصائر أفضل، دون أن يكشفوا عن أية تفاصيل إضافية.
و باشرت عناصر الدرك الملكي بزاكورة، عمليات البحث عن التلاميذ المختفين، بعد تلقيها بلاغا في الموضوع، بتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية، كما استمعت الى عائلات و زملاء المختفين، مستندة على كل السيناريوهات المحتملة بما فيها أن هناك شخصا ما ساعدهم في الترتيب للاختفاء، و ان فكرة ايراد الهجرة السرية في الرسائل كانت من أجل التمويه و صرف الأنظار و إضعاف محاولات البحث.
و قالت مصادر اعلامية أن الرسالة التي خطتها كل من المختفيتين “فاطمة” و”حليمة” وكتب على ظهرها “بلا ماتقلبو علينا”، جاء فيها أنهما قررتا رفقة تلميذات أخريات الهجرة السرية بسبب ظروف عائلتيهما، حيث أشارت إحداهن إلى أنها قد أبلغت والدتها منذ فترة بنيتها في الهجرة.
وقالت المختفيتان في الرسالة المكتوبة باللغة الأمازيغية، “هذه فاطمة وحليمة، نلتمس منكم المسامحة، ليس بنا شيء والحمد لله، ولكن قررنا الهجرة لأننا على علم بظروفكم الصعبة”، كما عبرتا عن أسفهما لما يروج حول سمعتهما في الدوار بسبب مرافقتهما للتلاميذ الذكور في المؤسسة التعليمية التي يدرسن فيها.
وأشارت التلميذة “حليمة” البالغة من العمر 14 سنة، “أمي أطلب منك الصفح، بالرغم من أنك لا تعيرين لي أي اهتمام، وتصرخين في وجهي، ولا تهتمي لأمري عندما أكون مريضة، وحاولتي تزويجي رغما عني”.
وأضافت التلميذة المختفية، أنها أبلغت والدتها منذ مدة بأنها ستهاجر يوما، مضيفة “ها أنا الآن أفي بوعدي لك بالهجرة، وسأعود يوما ما يا أمي، سأشتاق إليك جميلتي ويا وردتي سامحيني أرجوك إن أردتي، سأعمل وأعتني بنفسي وسأعود إليك يوما ما”.
أما المختفية “فاطمة”، فقد أشارت ضمن رسالتها إلى أنها قررت الهجرة رفقة تلميذات من دار الطالبة، كما طالبت هي الأخرى الصفح والمسامحة من عائلتها، مضيفة أنها لم تقرر الهجرة لأن عائلتها تعاملها بسوء بل على العكس “أنتم أحسن أب وأحسن أم .. وأتمنى أن تعيشوا في سعادة يا أحسن عائلة”.
وعزت “فاطمة” قرارها المشاركة في “الهروب الجماعي لخمسة تلاميذ”، بما يروج حول سمعتها هي وتلميذات أخريات بين تلاميذ الإعدادية حيث تدرس، مطمئنة عائلتها بأنها قررت الهجرة رفقة بعض الفتيات وليس مع الذكور، وأنها ستعود يوما ما إليهم، مكررة اعتذارها على قرارها.
كما قالت المصادر نفسها، أن أحد المختفين ترك في بيته رسالة للأسرة يودعهم ويخبرهم أن ذاهب ليبحث لنفسه عن مصير أفضل بعد تعثره الدراسي دون أن يكشف المزيد عن وجهته، فضلا عن ترك إحدى التلميذات المختفيات رسالة لأسرتها تطلب منها المسامحة وتخبرهم أنها قررت اتخاذ قرار الهجرة، وحينها قررت الأسر إبلاغ السلطات والدرك الملكي بواقعة الاختفاء.
و فور تلقيها خبر العثور على المختفين، انتقلت عناصر الدرك الملكي لعين المكان و قامت بنقل الجميع الى سرية الدرك من أجل مباشرة إجراءات الاستماع لكل الأطراف و المختفين، من أجل الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء أكثر عملية هروب جماعي شهدها اقليم زاكورة غموضا.