عرفت مناطق محاميد الغزلان وزاكورة إنتشار مرض مجهول يصيب الإبل خاصة، ويتسبب في نفوقها في ظروف غامضة، خاصة أن مسببات هذا المرض، ومصدره، وطرق إنتشاره في المنطقة تظل مجهولة إلى حدود الساعة، حيث لم يسبق لملاك قطعان الإبل أن واجهوا هذه الحالة، مما ساهم في اتساع دائرة الخوف في صفوفهم من أن يأتي هذا المرض المجهول على قطعانهم، والتي تشكل مصدر عيشهم.
ورغم المحاولات التي قام بها ملاك ومربوا الإبل لمواجهة هذا المرض بالأساليب التقليدية التي ألفوا إستعمالها عادة في مواجهة هذه الحالات، ورغم لجوئهم إلى عزل القطعان عن المراعي كمحاولة لحصر سبب المرض، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، إذ إستمر نفوق العديد من الرؤوس مما خلق جوا من التخوف والإستنفار في صفوف ملاك ومربوا الإبل بالمنطقتين المذكورتين، ورفع مناشداتهم للسلطات المحلية والجهات المسؤولة خاصة وزارة الفلاحة، والمصالح البيطرية للتدخل العاجل لوقف هذا النزيف، وتقديم المساعدة اللازمة من أجل إنقاذ رؤوس الإبل المصابة بهذا المرض.
وقد تفاعلت مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية مع نداءات الملاك، ومربوا الإبل سواء المندرجين في قطاع الفلاحة (تربية الإبل)، أو في القطاع السياحي، حيث عاينت مجموعة من الحالات المصابة بعين المكان، و أخذ عينات من الدم قصد إجراء التحاليل المخبرية للكشف عن طبيعة المرض وتقديم العلاجات الضرورية.
وأفادت مصادر بيطرية أن المرض ليس ذو طبيعة معدية، ولا يدعو للقلق، ورجحت نفس المصادر أن السبب راجع إلى تناول الإبل لأعشاب سامة، أو شربها من مياه مخلفات الفيضانات، مشيرة إلى أن رؤوس الإبل المصابة تخضع للعلاج ويتم تقديم الأدوية لها في انتظار التوصل بالتحاليل المخبرية.
وأكدت مصادر بيطرية مقربة من الحدث على أن التدخلات البيطرية الأولية كشفت الطبيعة غير المعدية للمرض، وأنه من المرجح أن استهلاك قطعان الإبل لأعشاب ضارة، أو مياه ملوثة من مخلفات مياه الفيضان الذي عرفته المنطقة في الآونة الأخيرة يمكن أن يكون وراء هذه الإصابات، مطمئنا في نفس الوقت الفلاحين والمشتغلين في القطاع السياحي على أن مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، والجهات الوصية تعمل على قدم وساق من أجل معالجة رؤوس الإبل المصابة في انتظار خلاصات التحاليل المخبرية.