وصف العديد من النشطاء بإقليم زاكورة، وجهة درعة تافيلالت استئناف “لوبيات” لعملية اقتلاع أشجار النخيل في عدد من الواحات بالجنوب الشرقي للمملكة و” تهجيرها ” إلى المدن الكبرى لتزيين الشوارع والمنتجعات السياحية وغيرها من الفضاءات بـ ” الجريمة الإيكولوجية”، معلنين عن طرق باب القضاء من أجل فتح تحقيق في هذه “التجاوزات” الممنوعة بقوة القانون، وبالقرار العاملي الصادر عن عامل إقليم زاكورة.
وقال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة في تصريحه لوسائل الإعلام، أن ظاهرة اقتلاع أشجار النخيل وتهجيرها إلى المدن الكبرى قصد تزيين شوارعها، وتزيين (الفيلات) والمنتجعات والفنادق عادت إلى الواجهة، بعدما توقفت بشكل نسبي خلال السنوات الأخيرة أمام اعتراض الناشطين البيئيين على هذه الممارسات، واصفا إياها بـ ”الجريمة الإيكولوجية”.
وأورد المتحدث ذاته، في حديثه مع وسائل الإعلام، أنه خلال الأيام الأخيرة شوهدت مجموعة من الشاحنات المحملة بأشجار النخيل إقليم زاكورة في اتجاه بعض المدن المغربية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “هذه الظاهرة ستأتي على ما تبقى من أشجار النخيل بعدما أثرت عليها أزمة الجفاف الذي تعرفه أقاليم الجنوب الشرقي واستنزاف الفرشة المائية التي أدت إلى هلاك الآلاف منها.
وسجل أقشباب أن استمرار هذه الظاهرة الشنيعة المتمثلة في اقتلاع وتهجير أشجار النخيل تهدد التراث الحضاري والإنساني للمنطقة والذي عمر طويلا، وساهم ويساهم في التنمية الإقتصادية والإجتماعية والبيئية.
واستحضر الفاعل المدني في معرض تصريحه، جذور هذا التهجير لأشجار النخيل والتي تعود إلى “الفترة الممتدة ما بين 2000 و2006 حين استغل (لوبي) كبير فقر الفلاحين والجفاف لممارسة هذا الفعل”، مشددا على أن ” عدداً من الفلاحين وجدوا أنفسهم أمام هذه الظواهر الطبيعية القاسية مضطرين إلى بيع أعز ما يملكون وهي أشجار النخيل بثمن زهيد يتراوح ما بين 100 إلى 150 درهما للشجرة ” .
وأوضح أقشباب أن النخيل الذي بِيعَ بهذه الأثمنة الزهيدة كان عمره يتجاوز الـ 100 سنة، في حين كان طوله يفوق 6 أمتار”، متسائلا “كيف لنخيل بهذه المواصفات أن يباع بهذه الأثمنة الزهيدة؟”.
وأكد الناشط البيئي، أن هذه اللوبيات تقوم ببيع هذا النخيل إلى الجماعات الترابية، وإلى أصحاب (الفيلات) وأصحاب الفنادق بأثمنة تفوق بشكل كبير الأثمنة التي اقتنوا بها هذه الأشجار لدى الفلاحين الذين اضطروا للتخلي عنها ” .
ولفت المتحدث ذاته إلى أن سعر بيع هذه الأشجار من طرف هذه اللوبيات يفوق خمسة آلاف درهم للشجرة الواحدة”، مشددا على أنهم ” يغتنون بشكل كبير من هذه التجارة التي تقضي على الخصوصية الإيكولوجية للمنطقة وعلى رأسمال عدد من الفلاحين الذين توفر لهم أشجار النخيل قوتهم اليومي” .
وأشار الفاعل المدني، إلى أنه بفضل نضالات الجمعيات البيئية في منطقة الجنوب الشرقي تم انتزاع قرار عاملي سنة 2004، وقانون وطني متعلق بالتنمية المستدامة لنخيل التمر سنة 2007″، مسجلا أنهما ” قانونان يجرمان هذه الظاهرة ويعتبرانها غير قانونية”.
وانتقد المصرح نفسه ما وصفه بـ ” عدم الإلتزام” بهذه المقتضيات القانونية و” التسامح ” مع هذه الجرائم الإيكولوجية رغم وجود القانون الذي يمنع ممارستها، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة ” تعود اليوم إلى الواجهة باستئناف اقتلاع أشجار النخيل وتهريبها إلى المدن وتشويه الهوية الإيكولوجية للمنطقة”.
ومن أجل القيام بعمل استباقي، كشف الفاعل المدني في المجال البيئي عن مراسلة ” كل من عامل إقليم زاكورة والوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بورزازات ووكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بزاكورة”، مبرزا ” أننا طالبناهم بفتح بحث في الموضوع وتفعيل القوانين الجاري بها العمل في هذا المجال”.