Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

رسالة مفتوحة إلى الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية

تحية جنوب/شرقية من الرشيدية

لم يكن يخطر ببالي أن أخاطب أخوتكم علانية عبر رسالة مفتوحة، بخصوص قضايا تهمنا جميعا و تتعلق بحياتنا الحزبية وبمنهجية تدبير شؤون الحزب، في علاقة تامة مع الرصيد التنظيمي والمبدئي وحتى الايديولوجي لحزب القوات الشعبية وأمنح لنفسي الحق للاعتبارات التالية:

الاخ الكاتب الاول

        لا أخفيكم أنه ومنذ الإعلان عن نتائج توليكم مسؤولية قيادة الحزب سنة 2012 عبر لي العديد من قدماء الاتحاديين عن استيائهم وعن تنبئهم بالانهيار المرتقب للحزب، إلا أنني كنت أرد عليهم بالنظرة التفاؤلية  وبأن الحركة الاتحادية من الصعب أن تضيع على يد شخص واحد في منصب الكاتب الأول،  ألا أن تفاؤلي هذا ما فتئ يضمحل مباشرة عند عملية انتخاب أعضاء المجلس الوطني التي توقفت فيها عمليات الفرز لتنقل من مقر المؤتمر بمعهد مولاي الرشيد، إلى مقر العرعار تحت إشراف رئيس المؤتمر الأخ عبد الواحد الراضي الذي عمل على إخراج لائحة المجلس الوطني بالتوافق بدون شك، وعند انتخاب المكتب السياسي وبعد انتخاب رئيس المجلس الوطني الأخ لحبيب المالكي، كانت هناك مفاوضات في كواليس المقر المركزي وتم التوافق على أن تعرضوا مقترح لائحة أعضاء المكتب السياسي من أجل المصادقة، إلا أن فتح باب الترشيحات وإجراء فرز الأصوات علانية، ورغم شكلها الديموقراطي، أفسدت عملية التوافق التي تمت من قبل، وأفرزت نتائج أقصي فيها العديد من الأطر، مما دفع إلى التفكير في مخرج تشكيل تيار داخل الحزب تزعمه فيما بعد المرحوم أحمد الزايدي وإلى حدود هذه المرحلة، ظلت لحمة الحزب متماسكة، إلا أن مبادرتكم بمحاربة المرحوم الزايدي في ترؤس الفريق البرلماني، واقتراح الأستاذة رشيدة بن مسعود تم عرض الموضوع على المجلس الوطني الذي صادق بالإجماع على تكليف الأستاذة حسناء أبو زيد برئاسة الفريق البرلماني، وبقدرة قادر انقلبتم على قرار المجلس الوطني وعينتم  نفسكم  رئيسا للفريق، وهذا ما زاد الطين بلة في ظهور علامات التحكم والانفراد بالقرارات، خاصة في خضم النزاعات الداخلية حول مآل جريدة الحزب وحول عقاراته، الخ…

الأخ الكاتب الأول

     إن استعراضي السريع لكل تلك المحطات لم يأت اعتباطا بل تأسيسا لما أصبح عليه الحزب بعد الهروب الجماعي لأطره وبعد التراجع الرهيب لموقع الحزب في الخريطة الحزبية للمغرب، وبعد كل ما يكتب ويعلن عنه من تخلي الحزب عن قيم الحركة الاتحادية وتوجهه تحت غطاء الواقعية إلى مستنقع أسواق المال الانتخابية….الخ.

لقد جمدت إراديا عضويتي بالحزب منذ سنة 2014، ولم أشارك في المؤتمر العاشر للحزب، لكن ومع التحولات التي يعرفها المغرب وظهور مؤشرات لتغيير الممارسة السياسية واعتماد الكفاءات وتخليق الحياة السياسية وتشجيع الشباب والنساء لولوج المشهد السياسي والتدبير الجاد والمسؤول، ارتأيت بمعية مجموعة من الرفاق المناضلين الشباب إلى خوض غمار إعادة بناء الحزب بإقليم الرشيدية وبجهة درعة تافيلالت، عقب زيارتنا لأخوتكم بمقر الحزب بالرباط حيث خرجنا متفائلين وكلنا عزم على إعادة البناء وفق إمكانياتنا البشرية ووفق خصوصياتنا المجالية، وكان هذا في شهر نونبر 2019 إلا أنه، ومرة أخرى، اصطدم هذا التفاؤل ، بعدما جددنا فرع الرشيدية في دجنبر 2019، بواقع التدبير الانفرادي الذي سلطتموه على هذه الجهة بتعيين منسق جهوي وإقليمي للحزب خارج كل الضوابط القانونية وخارج كل الأعراف التنظيمية مستندين في ذلك على وزارة الداخلية. ورغم مناداتنا للقيادة الحزبية في شخصكم بضرورة إطلاق دينامية التنظيم، كان ردكم هو أن التنظيم لا نجني من ورائه إلا الصراعات وبالتالي  فالأخ المنسق الجهوي، الذي تربطه معكم علاقة ود رفيعة المستوى، قادر لوحده تدبير شؤون الحزب وربح المقاعد بطريقته الخاصة.

الأخ الكاتب الأول

     لقد ظل فرع الحزب بالرشيدية يشتغل حيث أحدث مقرا للفرع بوسط المدينة، وأصدر عدة بيانات وبلاغات وعقب أنشطته واجتماعات هياكله، أعطت إشعاعا قويا للحزب كما هيكل قطاع شبيبة الحزب وهو المجهود الذي أعطى أكله في الانتخابات البرلمانية الجزئية، بالرغم من واقع التهميش وعدم التواصل معه لا محليا ولا مركزيا.

    اليوم وأمام استفحال التدبير الانفرادي المزاجي بالإقليم  وبعد تسجيل العديد من الاستقالات الفردية والجماعية على مستوى الإقليم بالجهة آخرها استقالة البرلماني الحديث العهد، وبعد بروز مؤشرات فشل مخططات صاحبنا المنسق الجهوي في الاستحقاقات المقبلة، وتهميشه للفرع المهيكل الوحيد بالإقليم وتفويت فرصة خوض غمار الانتخابات الجماعية لجماعة الرشيدية  على الفرع، فإنني أقول لأخوتك ان الامور تحسب بخواتمها، وان فرع الرشيدية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  سيواجه هذه الأوضاع بكل مبدئية وجرأة في اتخاذ القرارات المناسبة في أوقتها المناسبة، وقد أعذر من أنذر.

تحياتي المتجددة

عبد العزيز منتصر

Exit mobile version