أفادت مصادر محلية لجريدة “الجهة الثامنة” أن ساكنة قرية إكدمان التابعة ترابيا لجماعة أغبالو نكردوس بمنطقة تنجداد، أصبحت تعيش مؤخرا، حالة من الخوف الدائم تجعل العديد منهم يفضلون المبيت خارج منازلهم رغم قساوة الطقس، بسبب الهزات الأرضية المتكررة التي تعرفها القرية، دون أن تتدخل أي جهة مسؤولة لإرجاع الطمأنينة أو التواصل مع الساكنة التي أصبحت تعيش في توجس وخوف دائم من انهيار منازلها أو الحاق أضرار بممتلكاتها.
وعبرت ساكنة القرية، في تصريحات مختلفة، عن تخوفها من توالي الهزات على القرية بشكل متكرر، واشتداد درجتها، في حين زادت حدة هذه التخوفات بسبب غياب أي تدخل للجهات المسؤولة لتوضيح مايقع بالدوار ومصير استقرار و طمأنينة ساكنته.
وفي هذا الصدد، اتصلت جريدة الجهة للثامنة، بالسيد لحسن كبيري، خبير جيولوجي، الذي قال أن المنطقة معروفة بالكارست Karst، ما يعني أن الأرض محفورة وفارغة، وتوجد فيها مغارات وصدوع و تربة طينية.
و أكد المتحدث، أن “هذه التحركات ناتجة عن كل المعطيات السالفى الذكر، و كون هذه التحركات لها علاقة بالتساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة مؤخرا، حيث أن الكارست ملئ بالماء بفعل التساقطات ويقوم بالضغط على التربة، وغالبا أن التربة تزيد من حجمها وتقوم بضغوطات فيتسبب ذلك في تحركات وإنهيارات للأرض وهذا ما يخلق تلك التحركات الأرضية.
وأوضح الخبير الجيولوجي، أن الفراغ الذي كان موجودا، وملئ بالماء والطين، تسبب في إحداث ضغوطات وإنهيارات بكميات كبيرة مشيرا، أن الفوالق ستكون عرضة لضغوطات مضيفا أن سد “تمقيت” المتواجد بالمنطقة، استقبل لأول مرة كميات كبيرة من الماء دخلت الى “الكارست” أي للمنطقة الفارغة، مما تسبب في تلك التحركات، والأرض بطبيعتها تبحث عن التوازن.
وقال الأستاذ الجامعي، أنه لتحديد سبب التحركات الأرضية بدقة، لابد من القيام بدراسات وتجارب ميدانية بعين المكان، مشيرا إلى أن السد، ليس بذاته سببا لتلك التحركات الأرضية، بل الحمولة المائية الكبيرة التي استقبلها هي التي اخترقت ” الكارست” الذي تتخلله شقوق متصدعة تسببت في تحركات أرضية، موضحا ” بتفسير آخر أقرب لحقيقة الأمور أن الكميات المائية التي استقبلها السد واخترقت جوف المنطقة هي التي ولدت تحركات لإعادة التوازن.
و أبرز المتحدث، أن جيولوجية المنطقة الكارستية، و نسبة الحمولة المائية الكبيرة سرعت في حدوث هذا التحرك و إظهاره للعيان، عكس مناطق أخرى لم تشهد هذه التحركات الأرضية، و هذا ما يمكن تقديمه كتفسير أولي و بسيط من موقع ما تم استيقاؤه من مصادر أكاديمية علمية، و من تجربة علمية شخصية متواضعة، مشيرا أن هذه المعطيات تبقى محاولة لتبسيط الموضوع، و أن تفسير مسببات هذه التحركات الأرضية يفترض دراسات علمية دقيقة و ميدانية.