قام حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة تافيلالت، مؤخراً، بزيارة إلى والي الجهة، السعيد زنيبر، في رغبة منه لبعث رسالة مفادها، أن الحزب هو الحاكم الفعلي في المنطقة، وأنه يملك الأغلبية العددية في المنتخبين، حيث تضمنت الزيارة تواجد مسؤولين في الحزب جهويا و منسقيه، و عدد من المنتخبين بالجماعات الترابية، وهو ما اعتبرته مصادر بمثابة محاولة لتعبيد للطريق مع الوالي الجديد، خاصة بعد ما شهدته الفترة السابقة من توترات إدارية وحزبية.
و قالت مصادر الجهة8، أن الزيارة حملت أيضا رسالة غير مباشرة للوالي الجديد، تهدف إلى التودد و التقرب من أجل ضمان علاقة متوازنة تعكس تناغمًا سياسيًا وإداريًا بين الحزب والسلطة الولائية. سعيا من الحزب لتجنب أن ينتهج الوالي الجديد سياسة مشابهة لما حدث في جهة فاس مكناس، حيث تعرض عدد من منتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار للعزل بسبب الخروقات والتجاوزات التي تم رصدها من قبل الإدارة الترابية بمختلف العمالات .
كما يمكن قراءة الزيارة، حسب عدد من المتتبعين، بمثابة خطوة استباقية من حزب الأحرار لتأكيد وجوده العددي في الجهة، وتجنب أي تحركات قد تهدد مكانته السياسية خلال تواجد الوالي السعيد زنيبر على رأس ولاية الجهة، خصوصا و أن الوضع الحزبي يشهد متغيرات حساسة جدا على مستوى تدبير عدد من الجماعات بالأقاليم الخمسة بالجهة، التي لم تتزحزح تنميتها قيد أنملة، ولم تنجز بها أية مشاريع تُذكر.
وكان حزب التجمع الوطني للأحرار، المرموز له بالحمامة، قد تلقى في الفترة السابقة، عددا من الضربات عصفت بعدد من المنتخبين منهم رؤساء جماعات ترابية في كل من إقليمي ميدلت و الرشيدية، خلال فترة تدبير كل من العامل المصطفى النوحي و الوالي بوشعاب يحضيه، وهذا ما يجعل الزيارة خطوة استباقية لتجنب المزيد من الخسائر عبر تقوية العلاقات مع الولاية الجديدة في الجهة.