Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

مزاد بدون مزايدين…مؤشر مرعب حول واقع السياحة بمدينة ورزازات و فاعلون يدقون ناقوس الخطر

قال مؤخرا،  الخبير السياحي الزبير بوحوت، في تعليقه على المزاد الذي أقيم مؤخرا من أجل بيع فندق بمدينة ورزازات، بكون أن المزاد العلني الذي أُعلن عنه لبيع فندق “نيو بلير” في ورزازات، لم ينجح رغم العرض المغري الذي حدد ثمنه الافتتاحي في 32.7 مليون درهم حيث لم يتقدم أي مستثمر لشرائه، وهو ما يعكس ضعف الإقبال على الإستثمار في القطاع السياحي في المنطقة، بحسب تعبيره.

وقالت مصادر إعلامية أنه ، وحسب الإعلان الصادر عن المحكمة الابتدائية بورزازات، كان من المفترض أن يتم بيع الفندق الواقع في “المنطقة السياحية” في 25 فبراير 2025، بعد طرحه في المزاد العلني لصالح عمال الفندق الذين رفعوا دعاوى تنفيذية ضد الشركة المالكة. ومع ذلك، لم يقدم أي مستثمر عرضا للشراء.

وأضافت المصادر الإعلامية، أن الفندق يمتد على مساحة 1.82 هكتار، ويتكون من طابق أرضي وطابقين علويين، مما يجعله من بين المنشآت السياحية الكبرى في المنطقة، إلا أنه ظل غير مستغل لسنوات.

وأشار الزوبير بوحوت، في حديثه عن الأسباب وراء فشل هذا المزاد العلني،  إلى استمرار ضعف الإقبال الاستثماري على القطاع السياحي في مدينة ورزازات، على الرغم من التحفيزات التي تقدمها الدولة، موضحا أن غياب عروض شراء أحد الفنادق الكبرى بالمدينة، سواء بسعره الأصلي أو حتى بعد تخفيض قيمته وإضافة الأصل التجاري ضمن الصفقة، يعكس فقدان المستثمرين للثقة في الوجهة السياحية.

وأكد الزبير، أن ورزازات تعاني من تراجع واضح في جاذبيتها الاستثمارية، مستدلا بمقارنة بين فندق يضم 300 غرفة في مراكش تم بيعه بـ160 مليون درهم، بينما يعرض فندق يتكون من 260 غرفة في ورزازات بـ32 مليون درهم دون أن يجد مشتريا.

وأوضح بوحوت أن الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز كان له تأثير على قطاع السياحة في ورزازات، إذ بات المستثمرون يترقبون مستقبل القطاع قبل الإقدام على أي خطوة، مشددا على أن الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل إن القطاع في تراجع مستمر منذ أكثر من ست سنوات، رغم استضافة المدينة لإنتاجات سينمائية عالمية، والتي لم تسهم في إنعاش القطاع كما كان متوقعا.

وأضاف الزبير بوحوت، أن النقل الجوي يعد أحد العوامل التي ساهمت في هذا التراجع، حيث تم إلغاء عدة خطوط جوية مهمة تربط ورزازات بعدد من المدن الأوروبية، مثل مدريد وبوردو وبروكسل، وهو ما زاد من صعوبة جذب السياح والمستثمرين على حد سواء.

ويرى الزبير بوحوت أن هذه التدابير لم تنجح بعد في استقطاب مستثمرين من العيار الثقيل، مسجلا وجود ثلاث منح متاحة، وتشمل المنحة الترابية التي لا تتجاوز 10% في ورزازات، والمنحة القطاعية، ومنح متنوعة أخرى، وذلك رغم إطلاق عدة مبادرات لدعم الإستثمار، مثل منح الشركة المغربية للهندسة السياحية في إطار ميثاق الإستثمار.

وأشار المتحدث ذاته، أن المستثمرين الذين تتجاوز قيمة مشاريعهم 50 مليون درهم يمكنهم الإستفادة من تحفيزات تصل إلى 30% من قيمة الإستثمار، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لإقناع المستثمرين بالإستثمار في المدينة، كما أن الشركة المغربية للهندسة السياحية، ووعيا منها بتراجع القطاع، أطلقت منحة جزافية بنسبة 30% لتحفيز الإستثمار، لكن ذلك لم يغير من الوضع شيئا.

و عرض الخبير في المجال السياحي الخطوط العريضة لبرنامج “كاب أوسبتاليزي” الذي أطلقته الوزارة من أجل إعادة تأهيل مجموعة من الفنادق المهملة أو غير القابلة للتسويق من خلال منح مخصصة لهذا الغرض، و هو البرنامج الذي لم ينجح في استقطاب المستثمرين في القطاع نحو مدينة ورزازات التي تعرف ضعفا في طاقتها الإستيعابية الفندقية، إضافة إلى محدودية بنياتها  التحتية و  هو ما لا يشجع المستثمرين على المجازفة .

 

Exit mobile version