Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

سعيد امحمدي يكتب..الطرقات المهترئة في الرشيدية.. معاناة يومية

تشهد مدينة الرشيدية استياءً واسعًا من قبل مستعملي الطرقات، بسبب الحفر المنتشرة والأشغال غير المكتملة التي حولت التنقل داخل المدينة إلى معاناة حقيقية. الأمر لم يعد مجرد تذمر عابر، بل أصبح يؤثر بشكل مباشر على حياة الناس وقراراتهم اليومية.
ثلاث نوازل .. تبين حجم هذا التذمر
خلال الأيام الأخيرة، كنت شاهدًا على ثلاث حوادث تكشف مدى الضيق الذي بلغه المواطنون جراء تردي البنية التحتية للطرقات:
النازلة الأولى: أثناء جلسة مع بعض الأصدقاء، كشف أحدهم عن رغبته في بيع سيارته، رغم أنها من طراز 2024. لم يكن السبب ماديًا أو لرغبة في الترقية، بل كان ببساطة بسبب الطرق المهترئة التي تسببت له في مشاكل لا تطاق. الغريب في الأمر أنه أكد أنه سيشتري سيارة أخرى بمجرد إصلاح الطرقات، وكأنه يقول: “المشكلة ليست في السيارة، بل في الأرض التي تسير عليها!”
النازلة الثانية: زارني شخص يبحث عن منزل للكراء، وكعادتي، طرحت عليه بعض الأسئلة لمعرفة دوافعه. تبين أنه يريد مغادرة منزله الحالي ليس لعيب فيه، بل لأن الطريق التي تفصله عن عمله في حالة مزرية، وهو لا يريد أن يخسر سيارته بسبب فرق بسيط في الإيجار. ببساطة، صار الطريق عاملاً مؤثرًا في اتخاذ قرارات السكن، وهو أمر لم نكن نسمع به من قبل!
النازلة الثالثة: كنت شاهدًا على حادث سير وسط المدينة، حيث اصطدم رجل بسيارة امرأة غيرت مسارها بشكل مفاجئ. عند استفسارها عن السبب، أجابت ببرود: “هربت على الحفرة!”، وكأن تجنب الحفر أصبح أمرًا اعتياديًا لدرجة أنه قد يؤدي إلى حوادث مروعة.
إلى متى؟
الحصيلة واضحة: شخص يريد بيع سيارته بسبب الطريق، وآخر يغير منزله لنفس السبب، وحادث سير وقع بسبب حفرة! فإلى متى سيظل المواطنون يدفعون الثمن من أموالهم وأعصابهم وحتى سلامتهم؟ أليس في المدينة رجل رشيد يتدارك هذا الوضع؟
لقد حان الوقت لالتفاتة جدية من المسؤولين لإصلاح هذه الطرقات التي باتت تشكل خطرًا يوميًا، فالمدينة ليست مجرد مبانٍ، بل شبكة متكاملة لا يمكن أن تزدهر إن كانت طرقاتها تعكس الإهمال والتقصير.
سعيد امحمدي
Exit mobile version