صدر حديثا مؤلف جماعي، بعنوان «Quel avenir pour l’intégration africaine ?»، عن دار النشر الفرنسية Spinelle ، تضمن مساهمات باللغتين الفرنسية والإنجليزية لأساتذة جامعيين وباحثين ينتمون لجامعات مغربية (جامعة محمد الخامس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، جامعة ابن زهر وجامعة السلطان مولاي سليمان) ودولية (بالولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، الدانمارك، غينيا، كينيا، والكاميرون).
ويتطرق هذا المؤلف الصادر في 286 صفحة، والذي أشرف على إعداده الدكتور كريم زواق، أستاذ القانون العام بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، للوضع الحالي للإندماج الإفريقي وأهم التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، بالإضافة ٳلى آفاق الإندماج القاري والفرص التي من المفترض أن تحقق التكامل الإفريقي في المستقبل.
وجاء هذا الكتاب في ثلاثة محاور، حيث تطرق المحور الأول للوضع الراهن للإندماج الإفريقي، وضم ثلاثة فصول انكبت على الخوض في مسألة فض النزاعات في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وحرية تنقل الأشخاص داخل المجموعة الإقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، بالإضافة إلى دور المنظمات الإقليمية الإفريقية في تعزيز منظومة الحكامة في مجال الإستغلال المعدني (تنزانيا كمثال).
أما المحور الثاني الذي انصب على دراسة تحديات الإندماج الإفريقي، فقد ضم أربعة فصول همت عموما الإستراتيجيات المعتمدة من طرف المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا في مواجهة الإضطرابات السياسية في منطقة غرب إفريقيا، والتعاون في تدبير المخاطر بين الدول الأعضاء في المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا والمجموعة الإقتصادية لدول وسط إفريقيا، بالإضافة إلى مسألة مواجهة المغرب لمشكلة التنازع التي قد تنجم عن الإتفاقيات الدولية في مجال القانون الدولي الخاص الإفريقي (منظمة توحيد قانون الأعمال بإفريقيا OHADA كمثال)، ناهيك عن قضية التكامل بين المغرب والمجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا والتحديات التي تطرح في هذا الإطار.
واختتم المؤلف بمحور ثالث وأخير تمحور حول آفاق وفرص تحقيق التكامل الإفريقي مستقبلا والذي تضمن خمسة فصول تناولت المواضيع المتعلقة بالنظام الإقتصادي الإفريقي الجديد كمحفز للتكامل الاقتصادي القاري، الإمكانات والفوائد المترتبة عن اندماج المغرب في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والسياحة المسؤولة كفرصة لإفريقيا كقارة في طريق التكامل، ودور القروض والضرائب كمورد لتمويل التكامل الإقليمي في المجموعة الإقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، والإقتصاد السياسي للتكامل اﻹفريقي وآفاقه المستقبلية.