Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

مأساة في زاكورة.. وفاة سيدة ورضيعها تعري واقع المنظومة الصحية بجهة درعة تافيلالت

شهد إقليم زاكورة، حادثة مأساوية راحت ضحيتها سيدة حامل ورضيعها، بعد محاولات فاشلة لنقلهما إلى مستشفى سيدي حساين بورزازات، إثر مضاعفات خطيرة عقب الولادة. الحادث المؤلم أعاد إلى الواجهة واقع المنظومة الصحية المتدهورة في المنطقة، خاصة في صفوف النساء الحوامل اللواتي يعانين في صمت.

وأكدت مصادر محلية لجريدة “الجهة الثامنة”،، أن السيدة، التي تنحدر من دوار أولاد بيوسف بجماعة تمكروت، وضعت مولودها بعملية قيصرية بالمستشفى الإقليمي بزاكورة، غير أن الرضيع ُلد في حالة اختناق، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى مستشفى ورزازات، الذي يبعد بأكثر من 160 كيلومتراً عن زاكورة، عبر طريق جبلية خطرة تمر عبر منعرجات أيت ساون.

وأضافت مصادر جريدة “الجهة الثامننة” أن الأم لحقت برضيعها في نفس الاتجاه، بعد تعرضها لنزيف حاد إثر الولادة،  إلا أن غياب طبيب التخدير بالمستشفى حال دون تقديم العناية اللازمة لها في الوقت المناسب، مما زاد من تعقيد حالتها.

وأشارت مصادر الجريدة، أنه خلال عملية النقل، لفظت السيدة أنفاسها الأخيرة على الطريق، لتنطفئ حياتها رفقة رضيعها قبل أن يصلا إلى المستشفى، مضيفة المضادر ذاتها، أن الأم كانت تأمل في استقبال مولودها في ظروف صحية تحفظ كرامتها وسلامتها، لكنها فارقت الحياة تاركة وراءها طفلة صغيرة تبلغ من العمر ثلاث سنوات.

هذا، الحادثة خلفت موجة من الحزن والأسى في أوساط سكان تمكروت وزاكورة، وأثارت من جديد تساؤلات حارقة حول مصير النساء الحوامل في المناطق النائية، وعدالة توزيع الخدمات الصحية بين جهات المملكة، خصوصاً في ظل غياب أبسط مقومات الرعاية الصحية.

ويشتكي فاعلون مدنيون وحقوقيون من الوضع الصحي الكارثي بالإقليم، مؤكدين أن هذه الحادثة ليست استثناء، بل تتكرر سنوياً بصمت مؤلم، في ظل غياب التجهيزات الأساسية وضعف الموارد البشرية بدور الولادة، ما يضطر النساء إلى خوض رحلات شاقة محفوفة بالمخاطر من أجل حق بسيط: الولادة الآمنة.

وفي هذا السياق، دعا عدد من النشطاء إلى تدخل عاجل لإعادة النظر في السياسات الصحية بالإقليم، مطالبين بضرورة إنشاء مستشفى إقليمي مجهز يتلاءم مع خصوصية المنطقة جغرافياً وإنسانياً.

وكتب الناشط محمد العيسوي، ابن الجنوب الشرقي، في تدوينة له: قائلا، “أرفع صوتي عالياً لأطالب بحقي وحق أبناء منطقتي في الصحة والعلاج، مضيفا، “نطالب بمستشفى جهوي مجهز بكافة التخصصات والتجهيزات الطبية، وبأطقم طبية كافية، لأن المرض لا ينتظر”.

وأضاف محمد في تدوينته، “حياة المواطن ليست رهينة بالسفر مئات الكيلومترات صوب ورزازات أو مراكش، كفى من التهميش، كفى من الوعود، الجنوب الشرقي يستحق مستشفى لائقاً يضمن حقنا في العلاج والكرامة.”

Exit mobile version