شهدت مدينة الرشيدية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، شجارات عنيفة وأعمال شغب، تورط فيها العشرات من المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، ما خلّف حالة من الاستياء والقلق في أوساط الساكنة والمسافرين.
وأكدت مصادر محلية لجريدة “الجهة الثامنة”، أن المحطة الطرقية للرشيدية، التي أصبحت منذ أشهر نقطة تجمع لعدد كبير من المهاجرين غير النظاميين، شهدت مواجهات عنيفة بين مجموعات من المهاجرين، استُعملت فيها الحجارة والعصي، الأمر الذي أدى إلى إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف بعضهم، أبرزها حالة مهاجر سوداني تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف لتلقي العلاجات الضرورية.
وقد استدعى الوضع تدخلًا فوريًا لعناصر الأمن الوطني، تحت إشراف مباشر من رئيس الهيئة الحضرية للأمن الجهوي بالرشيدية، من أجل تطويق الأحداث وتهدئة الأوضاع داخل المحطة، خاصة في ظل حالة الهلع والخوف التي انتابت المسافرين والعاملين بالمرفق.
وتأتي هذه الأحداث لتسلط الضوء من جديد على معضلة تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين في المدينة، خاصة على مستوى المحطة الطرقية وبعض الساحات والأحياء المجاورة، حيث يقيم العشرات منهم في ظروف غير إنسانية، ما يتسبب في احتكاكات متكررة وتوترات أمنية واجتماعية.
وقد عبر عدد من الفاعلين المحليين ومتابعي الشأن الإقليمي والجهوي عن قلقهم العميق إزاء استمرار هذه الظاهرة دون تدخل فعلي من الجهات المختصة، مطالبين بـ”حل جذري ومستدام” ينهي حالة الفوضى التي باتت تؤرق الساكنة وتسيء إلى صورة المدينة.
ويرى مراقبون أن غياب بدائل حقيقية لإيواء هؤلاء المهاجرين، وتركهم في وضعية تهميش وفقر مدقع، يُسهم في تفاقم المشاكل الأمنية والاجتماعية، مما يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد، تشمل الأمن، والهجرة، والتضامن الإنساني، بالتنسيق مع الجهات الوطنية والدولية المختصة.
