تشهد حمامات مولاي علي الشريف جماعة كرس تعلالين التابعة ترابيا لإقليم ميدلت، وضعًا مترديًا بسبب الإهمال المتواصل وغياب الصيانة، ما أدى إلى تدهور مرافقها الحيوية، وتراجع جاذبيتها كوجهة استشفائية وسياحية، كانت تشكل لسنوات ملاذًا للزوار والسكان المحليين.
ورغم ما تمثله هذه الحمامات من إرث طبيعي وثقافي، إلا أن حالتها الحالية تعكس ضعفًا في التدبير وقلة في الموارد المخصصة، حيث تعاني البنية التحتية من تدهور واضح، والمرافق الأساسية من غياب شروط النظافة والسلامة، في ظل غياب شبه تام لأي تدخل من الجهات المعنية.
وأرجعت مصادر محلية هذا الوضع إلى مجموعة من الأسباب، على رأسها نقص التمويل اللازم لصيانة وتطوير الحمامات، وغياب الصيانة الدورية، إلى جانب ضعف المتابعة والإهتمام من طرف المجلس الجماعي المذكور، ما جعل هذا المرفق الحيوي خارج دائرة أولويات التنمية المحلية.
ويُجمع عدد من الفاعلين في المنطقة أن هذا الإهمال لم تقتصر تداعياته على المرفق نفسه فقط، بل أثر بشكل مباشر على الحركة الإقتصادية المحلية، من خلال انخفاض ملحوظ في عدد الزوار، وهو ما انعكس سلبًا على الأنشطة التجارية والخدماتية التي كانت تنتعش بفعل النشاط السياحي المرتبط بالحمامات.
ورغم هذا الواقع المقلق، لا تزال إمكانية استدراك الوضع قائمة، في حال توفرت إرادة حقيقية لدى الجهات المختصة، من خلال توفير تمويل كافٍ لأشغال الإصلاح والتجديد، واعتماد برنامج صيانة منتظم، إلى جانب إشراك الساكنة والفاعلين المحليين في تصور حلول مستدامة تعيد للمكان إشعاعه المفقود.
ويأمل سكان جماعة كرس تعلالين أن تبادر الجهات المسؤولة، على المستويين المحلي والجهوي، إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة تأهيل هذا الفضاء الطبيعي، الذي طالما شكل موردًا بيئيًا واقتصاديًا مهمًا، قبل أن تطاله يد الإهمال وتُبعده عن خارطة التنمية.