أأفادت معطيات دقيقة، توصلت بها جريدة الجهة الثامنة، بنقل أحد الأطباء مؤخرا من مدنية الرشيدية ، والذي عُرف بمساعدته للمرضى بطابعه الاجتماعي المهني المسؤول .
مصادر مطلعة، تحدث عن تعرض الطبيب المنقول، لحملة جشع لا انساني من طرف منتمون للمجال الطبي والصحي، بهدف المساس به وبوجوده بمدينة الرشيدية، ونجحوا في النهاية في إبعاده عن المدينة، ليترك لهم المجال لمواصلة “احتراف البيع والشراء” بأثمنة باهضة جدا، في مجال معالجة الكسور .
وعرف الطبيب المعني، بسمعته الطيبة في الوسط الطبي والصحي، إذ كان يرفض التواطؤ مع ممارسين يحترفون وضع العلاجات والمعدات الطبية المكلفة وغير الضرورية في حالات خيارا وحيدا أمام المرضى والمصابين بكسور تستوجب التدخل العاجل.
و تبرز هذه الواقعة، قدرة اللوبي المهني في مجال الصحة العمومية،بالرشيدية على انشاء بيئة خاصة به تحمي مصالحه الخاصة، بغض النظر عن سلامة وصحة المرضى، والتحكم فيها و في الاشخاص الذين لهم الحق بالانتماء اليها في مجال جغرافي ليست به خيارات علاجية كثيرة.
وتأتي هذه الحملة ونتيجتها، عكس المفروض ان يكون، وفي سياق إعفاء عدد من المسؤولين في الصحة بسوس ماسة، بعد احتجاجات عارمة شهدتها المدينة، اثر تردي الخدمات الصحية والطبية ووفاة عدد من الاشخاص خلال الأيام الماضية، نتيجة عدد من الاختلالات بالمستشفى المذكور، اذ انتشرت تدوينات على الفايسبوك تطالب وزير الصحة، أمين التهراوي، ببرمجة زيارات الى كل مدن جهة درعة تافيلالت وخصوصا مدينة الرشيدية، قصد تقييم الوضع و الوقوف على مواطن الخلل.
و المؤكد، حسب مصادر الجريدة، أن الوزير سيقف على ملفات استعجالية عديدة تتوفر فيها شروط الاختلال التي قد ترقى الى جرائم في حق الصحة العمومية للمواطنين والمواطنات.
وكانت جريدة الجهة الثامنة، قد نشرت في وقت سابق، مادة صحفية تدخل في نطاق تحقيقات دأبت على انجازها منذ انطلاقها قبل ثلاث سنوات
“الحديد” مادة إثراء مُتبادل بين الصيادلة والأطباء
رحلة داخل المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف.
الجهة8 ، رافقت احد المنكسرة عظامهم اخيرا، حيث صادفه أول “باراج”، في مدخل المستشفى من طرف حراس الأمن الذين، بحكم الواقع، أصبحت لهم صفة التوجيه داخل المستشفى و التقرير ما اذا كان الداء يستوجب “الاستعجال” و في اية مصلحة يمكن معالجته… أخبرهم بما حل به، ووجهوه إلى قسم المستعجلات، الذي بدوره شخص حالة و درجة الكسر و وجهه إلى طب العظام.
مريضنا، كان محظوظا جدا، فقد انكسر عظمه و الطاقم التمريضي له ما يكفي من الوقت، ولا انشغال آخر لديه في المستشفى، لأجل تضميد كسره ب”الجبص” درءا لكل ألم او مضاعفات قد تنتج إذ هو بقي منتظرا طبيب العظام طوال الاسبوع الموالي لقدومه ضيفا مريضا ثقيلا على المستشفى.
يأتي الطبيب، يعاين الكسر، و يدبج وصفة “الحديد”، وليس أي حديد، حديد من صيدلة معروفة عند القاصي والداني، حديد حاصل على شهادة “الايزو” من اطباء المستشفى مولاي علي الشريف، اذ، لا يمكنهم المغامرة باستخدام حديد آخر غير الذي تستورده وربما تُضيف له وصفات سحرية، صيدلية بعينها.
“الحديد” تجارة تسيل لعاب الطب والصيدلة
كل الذين مروا من مصلحة جراحة الكسور بمستشفى مولاي علي الشريف، وجهوا في بادئ الأمر، إلى صيدلة معينة، بدعوى ان المستشفى يتعامل معها لوحدها، و ان القائمين عليها يفهمون جيدا نوعية الكسور و نوعية المعدات الطبية المطلوبة لعلاجها؛ عند التنقل للصيدلة، أخذوا من اسرة المريض موعد العملية، و أخبروهم أن المعدات ستكون في انتظار مريضهم عند دخوله قاعة العمليات، و أن معدات أخرى سيتم ارجاعها لأن “بعضها” فقط ما يصلح للتركيب، والباقي، يعاد تمريره “في الظلام” لحالات أخرى، حيث يُباع مرتين.
عند حلول موعد العملية، تم تركيب “الحديد في موضع الكسر” و أُبقي على المريض داخل مصلحة الطب، ليومين اثنين اضافيين، وبعد تم تسريحه، مع اعطاءه مواعيد المراقبة الطبية، والتي غالبا ماتكون روتينية؛ ليأتي موعد “تحياد الحديد” حيث تم الأمر بطريقة سريعة، لكن تفصيلة، غفل عليها المريض، وسكت عنها الطبيب؛ أين يذهب “الحديد” المستعمل ؟
تنتهي رحلة مريضنا، هنا، ويشكر نفسه أولا، لأنها طاوعته لتتحكم في نفسها، و آثرت علاج الكسر دون أن تلقي بالا للأضرار الجانبية من قبيل، شبهة التعرض لعملية توجيه ممنهجة، لأجل إثراء “روسيطة” صيدلية، على حساب أخرى لا تندرج ضمن لائحة الصيدليات الموصى بها .
المستشفى العسكري .. بارقة أمل علاج كسور “الفقراء”
هي منشآة فتحت أبوابها، قبل أشهر قليلة فقط، و استطاعت أن تحصد نقاطا قوية على مستوى تعزيز “ثقة ” المواطنين في العرض الصحي العمومي، فهي تحمل كل ما يعنيه اسمها، “العسكري” تترجم معاني الانضباط والصرامة و النظام، فيتم افتراض المرض والألم فيك عند دخولك بوابة المستشفى، فتُعامل بكل ما تقتضيه معاملة المريض من انسانية وتوجيه وإيلاء عناية بالصحة أكثر من الاجراءات الإدارية.
هذا المركز الطبي الجراحي الخامس، شكل نقطة ضوء، في الوقت الذي تتعالى فيه مشاكل القطاع الصحي بالجهة و بعاصمة الجهة على وجه الخصوص، وفي الوقت الذي أصبح المواطن عرضة للمتاجرة بآلامها بين المصحات الخاصة و الاطباء الذين لا يتورعون في ترك مقاعدهم في المستشفيات العمومية والالتحاق بأخرى في القطاع الخاص، جودة خدماته تتجاوز ما يحمله العرض بقطاعيه العمومي والخاص بالرشيدية، و فاعلية طاقمه تجمع بين الكفاءة العالية والمشهود لها، وبين التعامل الانساني الذي يحدد في أحيان كثيرة درجة التعامل الذاتي مع الألم.
الفريق الجراحي المتخصص في جراحة العظام، لم يُشهد له، سوى بالكفاءة وتملك آليات العمل الطبي، كما أنه لا يوجه المرضى نحو صيدلية معينة، بل أصبح المرضى يقتنون المعدات الطبية لمعالجة الكسور، بأثمنة جد معقولة، خلافا للأثمنة الصاروخية التي تمتاز بها المعدات الموصى بها من طرف المستشفى السابق.
المحظوظون هم الذين سيستفيدون من خدمات هذا المستشفى، الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 10 في المائة من استقبال المدنيين، فيما يبقى ذوو الحظ السيء من ساقتهم الأقدار إلى مستشفى مولاي علي الشريف.
مرضى عديدون، التقت بهم “الجهة8” يطالبون بفتح تحقيق في إشكالية بيع واستيراد المعدات الطبية الخاصة بعلاج الكسور، سواء للأطفال أو الكبار، و بالوقوف على مختلف الاختلالات التي تحصل وتؤدي إلى إثقال كاهل الاسر المعوزة، والتي تنتشر في كل مداشر وقرى و مدن الجهة، في الوقت الذي يمكنهم علاج الكسر بثمن أقل، لولا دخول متغيرات أخرى و إخضاع الكسور لقانون السوق.