Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

العدالة المناخية في صلب نقاشات تكوينية بالراشيدية حول حقوق النساء والتنمية المستدامة

احتضنت مدينة الراشيدية، مساء الجمعة، فعاليات دورة تكوينية جديدة حول العدالة المناخية وحقوق النساء بالمغرب، ينظمها منتدى المناصفة والمساواة بشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت، وذلك ضمن برنامج وطني يهدف إلى تعزيز كفاءات النساء الفاعلات في مجالي المساواة والتنمية المستدامة.

وتتواصل هذه الدورة، الممتدة على مدى ثلاثة أيام، بتعميق النقاش حول الترابط الوثيق بين العدالة المناخية والمساواة بين الجنسين، مع تسليط الضوء على الانعكاسات المتزايدة للتغيرات المناخية على النساء، خاصة في المناطق القروية وشبه الجافة التي تواجه تحديات بيئية واقتصادية متنامية.

المشروع يسلّط الضوء على هشاشة النساء أمام التغيرات المناخية

صرّحت شرفات أفيلال، الوزيرة السابقة ورئيسة منتدى المناصفة والمساواة، وصاحبة مشروع “توازن” حول العدالة المناخية وحقوق النساء، لجريدة الجهة الثامنة، أن المشروع يهدف أساسًا إلى إبراز الآثار والتداعيات الناتجة عن التقلبات المناخية على حقوق النساء، باعتبارهن الفئة الأكثر هشاشة وتعرضًا للمخاطر، لا سيما على مستوى حقوق الإنسان الخاصة بالنساء.

وأضافت أفيلال أن المشروع يسعى كذلك إلى تقوية قدرات النساء الفاعلات على المستوى الترابي. وبخصوص محطة الراشيدية، التي تمثل المرحلة الثالثة من المشروع والخاصة بجهة درعة تافيلالت، أوضحت أن العمل سيرتكز على رفع وعي النساء بالتداعيات المناخية وانعكاساتها على حقوقهن، مع الاشتغال على سبل بلورة مرونة مناخية تراعي النوع الاجتماعي.

 

أشارت أفيلال إلى أن المشروع يهدف إلى المساهمة في بلورة مخططات تنموية جهوية ومحلية قادرة على إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في التدبير والحماية من المخاطر المناخية.

وأضافت أن هذه المرونة تتطلب معرفة دقيقة بالحقوق والمخاطر المحدقة بالنساء، مع إدماج آليات للتأقلم والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

كما أبرزت أن المشروع، الذي يحط الرحال بجهة درعة تافيلالت لمدة ثلاثة أيام، يكتسي أهمية خاصة لكون الجهة من أكثر المناطق عرضة للتقلبات المناخية، سواء من حيث الجفاف الطويل الأمد أو زحف التصحر أو الفيضانات المفاجئة التي عرفتها عدة أقاليم.

وأضافت أن الورشات المبرمجة ستتناول هذه المخاطر من خلال تدابير محاكاة وتمارين ميدانية تمكّن المشاركات من بلورة حلول عملية للتأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدة أن الهدف هو تمكين النساء من أن يصبحن فاعلات ومؤثرات في الفعل الترابي وفي صياغة سياسات تنموية تراعي النوع الاجتماعي.

نعمل على تمكين النساء المنتخبات والجمعويات

من جانبها، أكدت خديجة الباز، عضوة المكتب التنفيذي لمنتدى المناصفة والمساواة، أن المنتدى يعيش محطته الثالثة في إطار أجرأة مشروع “توازن”، من خلال تنظيم دورة تكوينية لفائدة النساء المنتخبات والفاعلات الجمعويات والناشطات في القطاع التعاوني بجهة درعة تافيلالت، بعد محطتي الرباط–سلا وسوس–ماسة.

وأوضحت الباز أن الهدف من هذه التكوينات هو تعزيز وعي النساء بأهمية إدماج التغيرات المناخية ضمن أولويات العمل الترابي، خاصة في ظل الأدوار المتعددة التي تضطلع بها النساء داخل المجتمع.

وأضافت أن المشروع يهدف أيضًا إلى تأهيل النساء المنتخبات للمبادرة واقتراح الحلول، وتمكينهن من طرح قضايا المناخ داخل المجالس الترابية، والدفع نحو اتخاذ قرارات تستجيب لمقاربة النوع الاجتماعي. كما تسعى هذه الدورات إلى تأطير النساء الجمعويات والعاملات في التعاونيات، وتزويدهن بـآليات لتفعيل المقترحات الميدانية.

نحو توصيات عملية تعزز حضور النساء في السياسات المناخية

تشكل هذه المحطة التكوينية المرحلة الثالثة من برنامج الدورات المنظمة من طرف المنتدى بمختلف جهات المملكة، بعد كل من الرباط–سلا–القنيطرة وسوس–ماسة.

وتهدف المبادرة إلى توسيع نطاق التجربة على المستوى الوطني، وترسيخ الوعي الجماعي بأهمية العدالة المناخية باعتبارها قضية تتقاطع فيها الأبعاد الحقوقية والتنموية.

ومن المرتقب أن تُتوَّج الدورة بصياغة مجموعة من التوصيات والمقترحات العملية، التي سيسعى المشاركون إلى بلورتها بشكل جماعي، بما يسهم في إثراء النقاش الوطني حول البيئة والمناخ والمساواة بين الجنسين، وتعزيز حضور النساء كفاعلات أساسيات في صياغة وتوجيه السياسات المناخية بالمغرب.

Exit mobile version