
أثارت صورة متداولة لسيارة إسعاف قديمة من نوع C15 تابعة للمركز الصحي بسكورة، موجة واسعة من التعليقات الساخرة والتساؤلات الجدية في أوساط متتبعي الشأن الصحي على مستوى إقليم ورزازات وجهة درعة تافيلالت عموما.
وفور انتشار الصورة على منصات التواصل الاجتماعي، عبر العديد من المواطنين عن استغرابهم لكون مرفق حيوي كقطاع الصحة ما يزال يعتمد على سيارة إسعاف تعود لسنوات طويلة، رغم التطور الذي تعرفه الجهة ورغم الحاجة الماسة لوسائل نقل استعجالية عصرية وآمنة.
واعتبر عدد من الفاعلين المحليين أن استخدام سيارة بهذا الطراز “المنقرض تقريباً” يطرح علامات استفهام حول تدبير أسطول النقل الصحي بالإقليم، ويؤشر على استمرار ضعف التجهيزات في عدد من المراكز الصحية بالمناطق القروية.
كما اعتبر آخرون أن بقاء مثل هذه الوسائل في الخدمة يُشكل خطرا على المرضى، بالنظر إلى محدودية قدرتها على الاستجابة لمتطلبات التدخلات الطبية المستعجلة.
في المقابل، تساءل مهتمون بالشأن العام عن أسباب عدم تجديد أسطول سيارات الإسعاف بالمراكز الصحية التابعة للمديرية الإقليمية للصحة، بالرغم من المبادرات الوطنية التي أطلقت خلال السنوات الأخيرة لتأهيل القطاع الصحي وتحسين خدماته، خاصة في المناطق البعيدة.
وطالب متابعون الجهات الوصية بالتدخل العاجل لتوفير سيارات إسعاف حديثة ومجهزة لفائدة المؤسسات الصحية بالإقليم، والوقوف على الاختلالات التي تُعيق الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للساكنة، مؤكدين أن الحق في العلاج والنقل الصحي يظل من الأولويات الأساسية التي يجب ضمانها لجميع المواطنين دون استثناء.
وتحوّلت صورة سيارة الإسعاف C15 إلى موضوع نقاش عمومي واسع، بين من اعتبرها “دليلاً على واقع صحي يحتاج إصلاحاً مستعجلاً”، وبين من رأى فيها “مفارقة غير مقبولة” في زمن تتجه فيه البلاد نحو تعميم الحماية الاجتماعية والنهوض بالبنية التحتية الصحية.