
أفادت مصادر موثوقة لجريدة “الجهة الثامنة”، أن سيدة حامل وضعت مولودها في ظروف إنسانية قاسية وسط الصقيع بدوار إرفري، التابع لتمسليت بجماعة إمي نولاون، إقليم ورزازات، وذلك بعد تعذر نقلها إلى أقرب مؤسسة استشفائية، بسبب العزلة التامة وانقطاع المسالك الطرقية الناتج عن التساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفتها المنطقة.
وأكدت مصادر الجريدة، أن السيدة فوجئت بآلام المخاض في وقت كانت فيه الطريق المؤدية إلى المستشفى غير سالكة، ما حال دون تدخل سيارات الإسعاف أو أي وسيلة نقل، لتجد نفسها مجبرة على الوضع داخل منزل تقليدي، في غياب شروط السلامة الصحية والرعاية الطبية الضرورية، وبمساعدة أفراد من أسرتها وبعض ساكنة الدوار.
وأضافت مصادرنا، أن هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة معاناة الساكنة القاطنة بالمناطق الجبلية والنائية، التي تعيش على وقع التهميش الصحي كلما حل فصل الشتاء، حيث تتحول التساقطات الثلجية من نعمة إلى نقمة، بسبب ضعف البنيات التحتية، وغياب تجهيزات صحية قريبة قادرة على الاستجابة للحالات المستعجلة.
وتعكس هذه الواقعة، وفق متتبعين للشأن المحلي، واقعاً اجتماعياً صعباً تعيشه ساكنة عدد من دواوير إقليم ورزازات، خاصة النساء الحوامل، اللواتي يجدن أنفسهن في مواجهة مخاطر حقيقية تهدد سلامتهن وسلامة مواليدهن، في ظل بعد المراكز الصحية، ونقص الموارد البشرية الطبية، وغياب طرق معبدة تضمن الولوج السريع إلى المستشفيات.
ويطالب عدد من الفاعلين المحليين والحقوقيين بضرورة تدخل الجهات المعنية بشكل عاجل، عبر تعزيز العرض الصحي بالمناطق الجبلية، وفك العزلة الطرقية عن الدواوير المعرضة للانقطاع، مع توفير وحدات متنقلة وسيارات إسعاف مجهزة، تفادياً لتكرار مثل هذه المآسي الإنسانية التي تضع حياة المواطنين على المحك مع كل موجة برد أو تساقطات ثلجية.