
يعيش القطاع الرياضي بمدينة الرشيدية على غرار باقي أقاليم درعة تافيلالت، تراجعا كبيرة لا يحتاج لعين حذقة لفهم الواقع المرير الذي تعيشه الرياضة محليا بمختلف فروعها، وهو واقع مفروض بقوة الواقع والأشياء، بحيث يتم دفع الفرق الرياضية نحو الإندثار كقرار إرادي في مواجهة واقع اللامبالاة التي تواجه بها مطالب الأندية والفرق الرياضية بحقها في الدعم العمومي كحق مكفول بقوة القانون.
وظلت الفرق الرياضية، على مدى أكثر من أربع سنوات تواصل عملها بكل مسؤولية وثبات، رغم غياب الشروط اللازمة للممارسة الرياضية، محققة مراتب جد مشرفة مقارنة مع عدم توفر هذه الاندية وفروعها على اي شكل من اشكال الدعم المادي اللازم كما هو الشان لفرق CODER لكرة اليد اناثا وذكورا و كرة القدم و الكرة الطائرة وكرة السلة والعاب القوى التي حفرت اسمها عميقا في ملتقيات دولية، و أعطت صورة متألقة عن المدينة، وعن طاقاتها الرياضية الشابة.
ولقد ابانت هذه الفرق، عن علو كعب الأطر الرياضية المشرفة على التأطير الرياضي، والتي تضاهي مثيلاتها على المستوى الوطني، رغم أن الرياضة بقيت خارج إهتمامات القيمين على شؤون هذه المدينة وعموم الاقليم.
وفي السياق ذاته، عبر مصطفى العلمي، رئيس نادي الرياضات الرشيدية لكرة اليد، في تصريح سابق لاحدى الجرائد الالكترونية ” أن قطاع الرياضة في المدينة يعاني في صمت مع غياب الدعم ورغم النتائج الايجابية التي تحققها الفرق الرياضية على المستوى الوطني والجهوي”.
ظلت الفرق الرياضية لمدينة الرشيدية، تعتمد على مواردها الذاتية المحضة، ومنحة الجامعة، مما خلق وضعا غير سليم، يعكس نظرة المسؤولين والمجالس المنتخبة في المدينة للرياضة، والتي تبقى خارج سلم الأولويات، وهو ما يمكن رصده من خلال دورات المجالس، ووثائقها، فرغم تخصيص مجلس الجهة لمليار سنتيم، لدعم الفرق والأندية الرياضية، إلا أنها لم تصرف لحد الساعة، وبقيت مجرد وعود عرقوبية لم تجد طريقها أبدا للتنفيذ تحت مبررات واهية من قبيل إنتظار التأشير…..الخ .
ورصدنا في غير ما دورة، غياب اي نقطة متعلقة بدعم الرياضة في برنامج المجلس الإقليمي للرشيدية، رغم ان مجالس إقليمية أخرى تخصص ميزانية لدعم الفرق الرياضية، من أجل تطوير ممارستها الرياضية، وتوسيع دائرة الممارسين لها.
إن السلوك التي يعتمده القيمون على الشأن العام بالمدينة من مسؤولين ومجالس منتخبة اتجاه القطاع الرياضي عموما لا يقدم أية إضافة للنهوض بالرياضة بالمدينة والاقليم عموما، بل وأن سلوكها هذا يدفع الفرق الرياضية للإنسحاب والتواري عن سبق إصرار، وفي أحسن الأحوال دفعها نحو إعلان الإنسحاب من طرف الأندية وأطرها الرياضية لتبقى هذه المجالس العاجزة بعيدة عن أية مسؤولية في قتل الرياضة في هذه المدينة وعموم الإقليم والجهة، والأمثلة من الماضي القريب أكبر دليل.
وهددت كل الفرق الرياضية من مختلف الأصناف بإقليم الرشيدية والجهة عموما بالإنسحاب من مختلف البطولات في حال لم تتوصل بالدعم العمومي المخصص لها، كما عبر العديد من الرياضيين والمسؤولين عن الاندية عن امتعاضهم من سياسة اللامبالاة التي تتم بها مواجهتهم، مؤكدين في نفس الوقت على أنه في ظل غياب الموارد المالية والدعم للأطر والفرق الرياضية، سيتحتم على الجميع الإنسحاب ضدا على واقع مفروض على مدى سنوات متتالية، رغم المراتب جد متقدمة التي تحتلها فرق المدينة على مستوى عدة فروع رياضية على المستوى الوطني والدولية.
وحاولت “الجهة8″، ربط الإتصال برئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، اهرو أبرو، من أجل إستيضاح رأيه في قضية دعم الأندية الرياضية، لكن هاتفه ظل يرن لمرات عديدة دون مجيب، و الأمر نفسه لرئيس مجلس جماعة الرشيدية، سعيد كريمي، إلا أن رئيس المجلس الاقليمي كان استثناءا، حيث لم يرن هاتفه.
و علمت “الجهة8” من صادر صحفية، أن رئيس المجلس الاقليمي سبق و أن طلب من جريدة صحفية من الدار البيضاء كانت قد اتصلت به من اجل استيقاء رأيه في موضوع دعم الرياضة، إلا أنه اشترط عليها الحضور بشكل فيزيائي إلى مكتبه، مما يعني التنقل من الدار البيضاء الى الرشيدية من أجل أخذ تصريح قد يخدم أجندة رئيس المجلس الاقليمي.
وقالت الجريدة أن موقف الرئيس، هو مجرد محاولة من الرئيس للتملص من الإجابة والتهرب من المسؤولية لاسيما وأنها ربطنا الاتصال به لفتح المجال أمامه للرد على الاتهامات الموجهة له وعرض وجهة نظره لكن المعني بالأمر لم يبدي أي تعاون أو مرونة في التعاطي مع أسئلة الجريدة التي تحاول في الأول والأخير تنوير الرأي العام المحلي والوطني حول المشاكل التي تعيشها المدينة والجهة ككل .