آخر الأخبارالرشيديةمجتمع

الرشيدية: غياب مجال ثقافي هادف وجاد و مهرجانات احتفالية موسمية

عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية

رغم وجود مئات الجمعيات التي تشتغل في الحقل الثقافي بجهة درعة تافيلالت ، و خاصة في عاصمة الجهة ، يتبادر الى ذهن كل متتبع للشأن الثقافي و الاجتماعي ، بأن هاته الجمعيات تبقى بدون فعاليات نشيطة وغائبة عن تثمين الحقل الثقافي الذي تزخر به الجهة.

الملاحظ كذلك أن لا أحد من الجمعيات التي تعمل تحت يافطة المجال الثقافي حتى لا أعمم ، تمكنت من نفض الغبار عن واقعها و تتحلى بالشجاعة الثقافية الجادة لتخرج و لو نشاطا واحدا في السنة ، يمثل مكونات المنطقة الثقافية المتنوعة و الغنية بالموروث الثقافي المتنوع والضارب في أعماق التاريخ ، ناهيك المجريات الثقافية الحديثة و المستحدثة الراهنة.
وتبقى الفئة المثقفة من ساكنة الرشيدية حتى نحدد ما نقول ، المتعطشة للقاءات و ندوات و حوارات جادة تقدمية مؤثرة ، هي الغائبة و المحرومة من انتعاش ثقافي يحرك الوجدان و الأعماق ، ويخلق تنافسية و ندية في الأطروحات و النقاشات ، كما كان في عقد الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي بمدينة الرشيدية ، حيث جمهور من الأساتذة و المثقفين بمختلف تلاوينهم ، كان على موعد مع أنشطة ثقافية فنية وسياسية.. نهاية كل أسبوع ، يلتئمون في قاعة من قاعات المدينة وخاصة بدار الشباب المدينة أو بدار بوتلامين أو بمقرات حزبية أو نقابية ، ناهيك عن النادي السنيمائي الذي كان ينشط بسينما الواحة بالرشيدية سبعينيات القرن الماضي.

ما أحوجنا اليوم الى مثل هذه اللحظات الثقافية المؤثرة والجادة و المستفزة ، اليوم مدينة الرشيدية عاصمة الجهة، تعيش الفراغ الثقافي الجاد ، حيث تفتقر الى ندوات و لقاءات و محاضرات حوارية ثقافية جادة و هادفة ، تجعل المشارك و المتتبع يسعى الى خلق مناخ ثقافي يؤهله للارتقاء الى عالم التطور و التقدم و مسايرة المجريات الراهنة ، لإخراج المنطقة من قوقعة الانعزالية المتسمة بالإقصاء و التهميش.

الحديث عن مجال الثقافة الجادة والمستنيرة لدى جمعيات المجتمع المدن بعاصمة الجهة حوله يقول : (م.ع.) فاعل و مهتم بالشأن الثقافي : “مؤسف جدا أن يهمش الجانب الثقافي بمدينة الرشيدية المشهود لها بهذا المجال عبر عقود من الزمن الجميل ، ويضاف الى تهميش مجالي ، في الوقت الذي ولج الجماعة الترابية عناصر محسوبة على الجسم الثقافي.” .
كلام يسري كذلك على المهرجانات الثقافية والرياضية و الفنية ، هذه المهرجانات التي باتت في جهتنا عبارة عن “احتفالات” و تجمعات يختار منظموها مواد بعيدة كل البعد عن المهرجانات ذات طابع ثقافي حضاري هادف ، يجمع ما هو تقليدي و حداثي ، سواء من حيث الوصلات الغنائية التي لا تخرج عن غناء ذو حمولة ساقطة أو رقص ماجن مختلط ، حتى لا نلقن لفلذات أكبادنا ما يشوش مسيرتهم التعليمية التربوية الموجهة لمستقبل و اعد ، و تنعكس سلبا على ما هو ثقافي ، يقوض فاعلية ما هو اجتماعي صرف ، ليبقى الخاسر الأكبر في هذه المهرجانات و المتضرر الأول هي الساكنة وخاصة منها فئة الشباب.
ورغم ذلك لا يمكن أن يجحد جاحد عن مهرجانات و ندوات و لقاءات جادة و هادفة وبإمكانيات محدودة جد محدودة ، نظمت في صمت في مناطق المغرب العميق ، ولم تعط لها ما تستحق من الترويج الاعلامي ، كمهرجان شيوخ الكلام الذي نظمته جمعية أولاد الزهراء للتنمية القروية بأرفود ، استطاع منظموه جمع كل المكونات التراثية و الثقافية الموجودة بالمنطقة : “قبيلة ذوي منيع ، قبيلة أيت خباش ، مهرجان الزواج الجماعي بمنطقة ألنيف ، و مجموعة “جرافة” الموسيقية البلدية النشيطة بجماعة الجرف ، منطقة ذات دلالات تاريخية عميقة عمق التاريخ ، مهرجان منطقة “الرتب” الذي شهد عروض موسيقية من تراث المنطقة بالإضافة الى معرض لمختلف المنتوجات التقليدية.

لكن ما يعاب على بعض هده المهرجانات التي أقيمت بإيعاز من جهات مختلفة قد تكون نافدة ، لأن المنظمين لم تكن لهم القدرة على تنظيم مثل هذه المهرجانات سواء من حيث المادة الضرورية أو من حيث التنظيم الأمني ، و هذه المهرجانات لا توازيها ندوات تجمع مثقفي المنطقة للنقاش و التعمق في دلالات المهرجان ودوافعه ، كما كان سائرا في “مهرجان الرشيدية” الثقافي مطلع هذا القرن ، مهرجان شهد ندوات حوارية جادة و مفيدة بين مختلف المثقفين و الكتاب أن ذاك بأيام المهرجان ،عقب كل و صلة من وصلات المهرجان.

ان الطابع العام للتنشيط الثقافي والفني بالرشيدية على وجه الخصوص وبجهة درعة تافيلالت عموما يرجع حسب العديد ممن التقيناهم ، إلى غياب جمعيات ذات ادارة ثقافية تحمل برنامج منتظم ، فضلا عن تهميش السياسة الثقافية الجادة على أجندة المؤسسات البلدية حتى في المدن الكبرى.

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى