نظمت مؤخرا، المنسقية الجهوية لوكالة التنمية الإجتماعية بجهة درعة تافيلالت يوما دراسيا حول موضوع ” إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في الحياة العامة”، بالمركز الثقافي بتاركة بالرشيدية.
ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي بمناسبة الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة، والتي أعطت انطلاقتها وزارة التضامن والإدماج الإجتماعي والأسرة تحت شعار “نغيرو النظرة ديالنا… إوا هيا دابا !!!”.
الهدف من الحملة هو توعية المواطنين والمواطنات بضرورة تجاوز الصور النمطية و التمثلات التي تحكم رؤيتهم لعدد من المواطنين في وضعية إعاقة
وأكد مولاي لكبير رشيدي منسق وكالة التنمية الإجتماعية بجهة درعة تافيلالت في تصريح خص به جريدة “الجهة الثامنة”، أن اليوم الدراسي المنظم يأتي في إطار الحملة الوطنية التحسيسية الأولى لإذكاء الوعي بالاعاقة و التي تنظمها وزارة التضامن و الإدماج الإجتماعي و الآسرة.
وأضاف المتحدث ذاته في معرض تصريحه للجريدة، أن الهدف الأسمى من هذه الحملة هو توعية المواطنين والمواطنات بضرورة تجاوز الصور النمطية و التمثلات التي تحكم رؤيتهم لعدد من المواطنين في وضعية إعاقة.
وقال المنسق الجهوي للوكالة في تصريحه، أن وكالة التنمية الإجتماعية بجهة درعة تافيلالت عملت على تنظيم مجموعة من اللقاءات في هذا المجال من أجل تحسيس و توعية الشركاء بضرورة تجاوز هذه الصور، إضافة الى خلق انشطة مدرة للدخل لفائدة هذه الفئة من أجل إدماجها اقتصاديا؛ مضيفا، أن الوكالة نظمت مجموعة من الورشات على مستوى درعة تافيلالت.
وأوضح مولاي لكبير في معرض تصريحه للجريدة، أن اليوم الدراسي يتضمن مجموعة من المداخلات تلامس ما هو اجتماعي ونفسي، وحقوقي و أكاديمي في العلاقة مع موضوع الاعاقة، إضافة إلى عرض تجارب جمعيات المجتمع المدني عاملة في المجال.
المندوبية الإقليمية للصحة بالرشيدية جهود كبيرة من أجل ضمان حق الأشخاص في وضعية إعاقة
وقال المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بالرشيدية، إبراهيم عشاوي في تصريحه للجريدة”، أن هذا اللقاء الدراسي الهام، المنظم في إطار الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة، والتي أطلقتها وزارة التضامن والإدماج الإجتماعي والأسرة من 21 ماي إلى 21 يونيو 2025، تحت شعار ” نغيرو النظرة ديالنا… إيوا هيا دابا…”، يعكس بحق عمق الإلتزام المجتمعي والمؤسساتي بقضايا الأشخاص في وضعية إعاقة ببلادنا.
وأَضاف المتحدث ذاته في معرض تصريحه للجريدة، أن الإهتمام بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة لم يعد شأناً اجتماعياً فقط، بل هو اليوم مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق الدولة بكل مكوناتها، وتجسيداً للأهمية القصوى التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ببلادنا، وإعمالاً للإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وانسجاماً مع أحكام دستور المملكة، وتفعيلاً لمضامين الإتفاقيات الإطارية بين مختلف القطاعات الوزارية، ولا سيما تلك المتعلقة بالتربية الدامجة.
وأشار المندوب الإقليمي للصحة والحماية الإجتماعية بالرشيدية في تصريحه، أنه وتماشياً مع القانون الإطار 97.13، وخارطة الطريق لإصلاح المنظومة التربوية، فإن وزارة الصحة والحماية الإجتماعية، وضمنها المندوبية الإقليمية بالرشيدية، تواصل جهودها من أجل ضمان حق الأشخاص في وضعية إعاقة في خدمات صحية منصفة وشاملة.
وأوضح المتحدث ذاته، أنه وانطلاقاً من المهام المنوطة بها، تعمل المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بالرشيدية على تنزيل التزامات الوزارة الوصية من خلال مجموعة من المبادرات، والبرامج الموجهة للأشخاص في وضعية إعاقة، ومن أبرزها تعزيز الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية والمتخصصة، عبر توفير الإستشارات والفحوصات والعلاج داخل المؤسسات الصحية لهذه الفئة من المواطنات والمواطنين، وتوجيه الحالات المعقدة إلى المراكز الجهوية والوطنية بغية تلقي العلاجات المناسبة، إَضافة إلى تنظيم قوافل طبية (رعاية على سبيل المثال لا الحصر)، خاصة بالعالم القروي والمناطق المعزولة لتقريب الخدمات الصحية الأساسية لكافة المواطنات والمواطنين، وعلى رأسهم الاشخاص في وضعية إعاقة.
اليوم الدراسي خلص إلى مجموعة من التوصيات والإقتراحات المهمة من أجل إدماج هذه الفئة في المجتمع
وفي نفس السياق قال عبد اللطيف لمراني مهندس و رئيس بالمنسقية الجهوية لوكالة التنمية الإجتماعية بدرعة تافيلالت في تصريحه للجريدة، أن اليوم الدراسي يأتي ضمن فعاليات الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة، والتي أطلقتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة من 21 ماي إلى 21 يونيو 2025، وأن المداخلات كانت غنية ومتكاملة وذلك في مجموعة من الجوانب سواء ما هو حقوقي أو نفسي وصحي وتربوي وتعليمي.
وأضاف المتحدث نفسه في تصريحه للجريدة، أنه خلال اليوم الدراسي تم عرض مجموعة من التجارب لعدد من الجمعيات التي تشتغل في مجال الإعاقة على صعيد إقليم الرشيدية وجهة درعة تافيلالت، مضيفا، أن اليوم الدراسي أفضى إلى العديد من التوصيات والإقتراحات من أجل الوصول إلى الأهداف التي سطرت لها من أجل إعطاء هذه الفئة المكانة الحقيقة داخل المجتمع.
ضرورة الإهتمام بهذه الفئة من الزاوية الحقوقية
وقال لحسن أخويا علي عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة تافيلالت في تصريحه لجريدة “الجهة الثامنة”، أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان تشارك ضمن اليوم الدراسي والمنظم من طرف المنسقية الجهوية لوكالة التنمية الإجتماعية بجهة درعة تافيلالت، وذلك لمناقشة كيفيات إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، و هو ما شكل فرصة سانحة لتبادل الرأي حول أهمية هذه الفئة و مكانتها داخل المجتمع.
وأشار المتحدث ذاته، أن اليوم الدراسي جاء ليسلط الضوء على ضرورة الإهتمام بهذه الفئة من الزاوية الحقوقية، وذلك من خلال تفعيل مقتضيات الإتفاقيات الدولية خاصة الإتفاقية الخاصة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، و البرتوكول الإختياري المرتبط بها؛ مؤكدا، أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان عرضت حصيلتها في الموضوع الذي يتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة، وكذلك عدد من المؤسسات الشريكة التي قامت بمجهود جبار لإعطاء المكانة اللائقة بهذه الفئة، و خاصة العمل على إدماجها داخل النسيج الإجتماعي الوطني.
على الجميع مساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة لتجاوز المعاناة النفسية
من جهتها أكدت ندى الفاضل أخصائية نفسية وصاحبة عيادة فورتيس للصحة النفسية بمدينة الرشيدية، على ضرورة إعطاء بالغ الأهمية للصحة النفسية للأشخاص في وضعية إعاقة من أجل مساعدتهم و تأهيلهم على تقبل الإعاقة و الإندماج داخل المجتمع و تعزيز الثقة بالنفس و مساعدتهم على بناء حياة عملية و أسرية و اجتماعية سليمة.
وأشارت المتحدثة نفسها، على ضرورة مساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة في تجاوز المعاناة النفسية التي يمكن أن تواجهها هذه الفئة بالإستشارة و التتبع مع أخصائيين نفسيين إكلينيكيين بالجهة.