عرفت زوال اليوم السبت، غابة أولاد علي جماعة وادي النعام التابعة ترابيا لإقليم الرشيدية، إندلاع حريق أتى على مساحة شاسعة من أعشاش النخيل والزيتون، وهو الحريق المماثل للعديد من الحرائق السابقة بمجموعة من الواحات بإقليم الرشيدية، التي لم تحدد أسبابها لحدود الساعة.
وعملت السلطات المحلية والوقاية المدنية، بعد إخطارها من طرف الساكنة بنشوب الحريق، إستنفار هذه الأخيرة لكل إمكانياتها البشرية واللوجيستية لمنع توسع رقعة الحرائق، وتكرار سيناريو الحرائق السابقة؛ حيث عملت السلطات بمعية عناصر الوقاية المدنية، مدعومة بالعديد من المتطوعين من الساكنة المحلية على محاصرة الحريق، للحد من الخسائر المادية، ومنع حدوث خسائر في الأرواح.
وفي حصيلة أولية، فقد إنتشرت النيران على مساحة كبيرة، حيث أتى الحريق على العديد من الحقول، وأعشاش النخيل التي بلغت 800 نخلة، 200 منها تعرضت لإحتراق جزئي، و600 لإحتراق كامل، كما تعرضت 200 شجرة زيتون لإحتراق كامل.
وعبر العديد من الساكنة المحلية، والفعاليات المدنية بالمنطقة عن غضبها من تكرار هذه الحوادث بالمنطقة، والتي تسبب الهلع في صفوف الساكنة، وتقضي على مصدر عيش العديد من المواطنين، كما جددوا تساؤلاتهم حول الأسباب الحقيقية لتوالي هذه الحرائق في المنطقة دون تحديد الأسباب الحقيقية لها، مجددين تأكديهم على أنه رغم العديد من القرارات العاملية القاضية بمنع حرق بقايا الأشجار بالغابة، وكذا إدراج تنقية الواحة، وخاصة أعشاش النخيل والقيام بالتشجير.
وفي ذات السياق، أكدت العديد من الفعاليات بأن الوضع أصبح يفرض الآن أكثر من أي وقت مضى بلورة، وتبني إستراتيجية إستباقية وواقعية، متكاملة تجتمع حولها كل الجهات المعنية بالحفاظ على هذا التراث الإنساني، مع ما يواكبها من خطط فرعية، أفقيا وعموديا، تراعى المميزات المحلية للجهة من أجل تكوين حماية ذاتية على مستوى كل المجال ضد الحرائق واسبابها، مع التأكيد على تفعيل البعد القانوني الزجري.