تتكرر معاناة تلاميذ ثانوية أحمد بناجي التأهيلية بجماعة غسات، التابعة لإقليم ورزازات، مع بداية كل موسم دراسي، وسط ظروف توصف من طرف أولياء أمورهم بـ”القاسية وغير الإنسانية”، نتيجة تراكم مشكلات النقل المدرسي وسوء تدبير الفترات الزمنية بين الحصص الدراسية، ما يهدد بشكل مباشر سلامتهم الجسدية والنفسية.
12 ساعة خارج المنازل.. يوم دراسي أم معاناة يومية؟
وفق معطيات حصلت عليها جريدة الجهة الثامنة”، يضطر عدد كبير من التلاميذ إلى مغادرة منازلهم في وقت مبكر لا يتجاوز السابعة صباحًا، لتقلهم حافلات النقل المدرسي نحو المؤسسة. إلا أن هذه الرحلة لا تنتهي إلا في حدود الثامنة مساءً، أي ما يعادل 12 ساعة من الغياب عن المنزل، ما يجعل التلاميذ يعيشون يوماً دراسياً مرهقاً يتجاوز طاقتهم البدنية والنفسية، في غياب فضاءات للاستراحة أو شروط مناسبة لانتظار الحصص المسائية.
انتظار في العراء.. وتهديدات متعددة
الأوضاع تزداد تأزماً حين يُجبر التلاميذ على مغادرة المؤسسة بعد انتهاء الحصص الصباحية، والانتظار في العراء لساعات طويلة قبل انطلاق الحصص المسائية، دون مأوى أو مكان آمن. خلال هذه الفترة، يُضطر بعضهم إلى الجلوس قرب أسوار المؤسسة، معرضين لمخاطر جمّة، من بينها هجمات الكلاب الضالة، ولسعات الحشرات السامة، أو حتى مضايقات الغرباء.
إصابة تلميذ تسلط الضوء على الخطر الداهم
يوم الإثنين الماضي، وقعت حادثة خطيرة سلطت الضوء مجددًا على هشاشة الأوضاع، حيث سقط أحد التلاميذ في حفرة قريبة من المؤسسة، ما تسبب له في كسر على مستوى اليد. ورغم خطورة الحادث، فقد اعتبر مدير المؤسسة أن الواقعة لا تندرج ضمن مسؤوليته، بحكم أنها وقعت خارج أسوار المؤسسة، ما أثار موجة من الاستياء في صفوف أولياء الأمور والمتتبعين.
نقل مدرسي محفوف بالمخاطر
من جهة أخرى، يعبّر أولياء التلاميذ عن قلقهم المتزايد من ظروف النقل المدرسي، حيث يتم تكديس أكثر من 35 تلميذًا في الحافلة الواحدة، دون وجود مرافق يضمن أمن وسلامة الأطفال أثناء الرحلة. هذا الوضع يعرضهم لمخاطر حقيقية، خاصة في حال أقدم أحدهم – كما حدث سابقًا – على فتح باب الحافلة أثناء السير.
متى تتحرك الجهات المسؤولة؟
المشاكل التي تعرفها ثانوية أحمد بناجي ليست وليدة اللحظة، بل تتكرر كل موسم دراسي، دون أن يتم اتخاذ إجراءات عملية أو مستدامة تضع حدًا لمعاناة التلاميذ. وفي ظل استمرار هذا الوضع، تتساءل الساكنة المحلية وأولياء الأمور: هل يجب أن تقع كارثة أكبر، أو تُزهق روح بريئة، حتى تتحرك السلطات لإيجاد حلول جذرية تضمن لهؤلاء التلاميذ حقهم في تعليم آمن وكريم؟