أكدت مصادر جريدة “الجهة الثامنة” أن مدينة الرشيدية شهدت في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، توافد حافلة تقل أزيد من 25 مهاجرا غير نظامي، ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وبالضبط من غينيا، تشاد والسودان، قادمين من مدينة الفنيدق.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تعيش فيه المدينة ضغطا متزايدا جراء تكرار عمليات نقل المهاجرين نحو الإقليم، ما يثير قلقا واسعا في أوساط الساكنة المحلية والمجتمع المدني، خاصة في ظل غياب تدابير واضحة لاستقبالهم أو إدماجهم في محيط يوفر الحد الأدنى من ظروف العيش الكريم.
وسبق لعدد من النشطاء المحليين والفاعلين في المجتمع المدني بالرشيدية والإقليم أن دقوا ناقوس الخطر، مطالبين الجهات المسؤولة جهويا ووطنيا بإيجاد حلول جذرية لهذا الوضع الذي وصفوه بـ”الكارثي”، مشددين على ضرورة التفاعل الجاد مع هذه الظاهرة التي باتت ترهق المدينة وتثقل كاهل بنيتها التحتية الهشة.
وفي السياق ذاته، أعرب عدد من السكان عن تخوفهم من تكرار سيناريوهات مشابهة لما وقع سابقا، من أبرزها اندلاع حريق بأحد النخيل المجاور للمحطة الطرقية، خلال الأيام القليلة الماضية، وهو الحادث الذي ربطه البعض بتواجد عدد من المهاجرين في تلك المنطقة.
ويطرح هذا الوضع تساؤلات كثيرة حول السياسات المتبعة في تدبير ملف الهجرة الداخلية، خاصة في المدن غير الساحلية التي لا تتوفر على بنيات ملائمة لاستقبال أعداد متزايدة من المهاجرين في وضعية غير قانونية، ما يستدعي تدخلات آنية واستراتيجية طويلة الأمد توازن بين الجانب الإنساني ومتطلبات الأمن والاستقرار المحلي.

