
تشهد مدينة تنغير، في الآونة الأخيرة، انتشارًا متزايدًا لعدد كبير من الأطفال المتسولين في مختلف شوارع وأحياء المدينة، خاصة أمام المحلات التجارية والمخابز والمساجد.
ومع الساعات الأولى لنشاط الحركة اليومية للمواطنين، يبدأ هؤلاء الأطفال في ممارسة التسول بمختلف الوسائل، ومن بينها الادعاء ببيع بعض السلع البسيطة في نقاط تجمع المتسوقين كالبقالات والصيدليات والمخابز، أو طلب المساعدة المالية بدعوى الحاجة للعلاج أو اقتناء الدواء بمحاذاة البنوك وأجهزة الصراف الآلي.
وتطالب ساكنة تنغير السلطات المختصة بتكثيف الحملات الميدانية للحد من هذه الظاهرة التي باتت تتفاقم بشكل لافت، وأصبحت ـ حسب ما عاينته جريدة “الجهة الثامنة” ـ مصدر إزعاج للكثير من المواطنين، خاصة وأن عشرات الأطفال يتخذون من أبواب المحلات التجارية والمخابز نقاطًا ثابتة لاستعطاف المارة وطلب الدعم بدعوى عدم قدرة أسرهم على تحمل مصاريف الكراء والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء.
كما يلجأ بعض هؤلاء الأطفال إلى طرق أبواب المنازل بحثًا عن مساعدات، فيما يستعمل آخرون أوراقًا مكتوبة تتضمن قصصًا عن وفاة الأب ومرض الأم بالسكري ووجود إخوة معوزين، في محاولة لاستمالة قلوب المحسنين.
وأكد عدد من الفاعلين المحليين بتنغير، في تصريحات للجريدة، أن الظاهرة لم تعد مجرد تسول، بل تجاوزت ذلك نحو ممارسات وسلوكيات غير أخلاقية تهدد النسيج الاجتماعي بالمدينة، معبرين عن تخوفهم من اتساع دائرة الاستغلال، خاصة في ظل وجود شبكات يُشتبه في وقوفها خلف توظيف الأطفال في التسول.
وطالب مهتمون بالشأن المحلي بضرورة تدخل عاجل وحازم من طرف السلطات المحلية والإقليمية، إلى جانب تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية والجمعيات المختصة، للحد من هذه الظاهرة التي باتت تقلق راحة المواطنين وتضر بصورة المدينة، مع ضرورة إيجاد حلول واقعية لدعم الأسر الهشة ومحاربة استغلال الطفولة في الشوارع.