تجاوزت القيمة المالية لمجموع “الكادويات” و “الحلاوات” التي قدمها رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، اهرو أبرو، مؤخرا، إلى ضيوفه و خاصة مختلف منتخبي حزبه “الاحرار” بمختلف الجماعات، 33 مليون سنتيم، في الوقت الذي تشهد فيه ميزانية الجهة شحا غير مسبوق و خصاصا مهولا، أدى إلى إلغاء التزامات مجلس الجهة في عدد من المشاريع.
وحسب المعطيات التي توصلت بها “الجهة الثامنة”، فإن مجلس الجهة يكون قد أنفق أزيد من 33 مليون سنتيم خلال السنة الجارية، على الهدايا و “الحلاوة” دون احتساب عمليات استغلال المركبات المكتراة و ملايين اللترات من الوقود و عشرات ليالي المبيت و النقل لغير ذوي الحقوق، التي تتم عبر صفقات، لكنها من النوع “الاستهلاكي” لا يمكن تتبع مساراتها وحيثيات استهلاكها.
ويأتي هذا الانفاق، في وقت تعذر على مجلس جهة درعة تافيلالت، مؤخرا، توفير التزامه المالي من أجل إنجاز مشروع ربط دواوير أفصاد، تبسباست، اغليل أيت اسفول وموغنبو، بالماء الشروب، في اتفاقية شراكة صادق عليها السيدات والسادة أعضاء الجهة وتم توقيعها بين كل من مجلس جهة درعة تافيلالت و الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان و جماعة تغزوت نايت عطا، وذلك لضعف السيولة و افلاس صندوق الجهة.
و تعكس العقلية المسيرة لمجلس الجهة، توجه اعتبار المال العمومي ملكية خاصة توزع بسخاء على المقربين والضيوف، في وقت تتعثر فيه مشاريع تنموية حيوية ينتظرها المواطنون، كما أن تحول اهرو أبرو، ميزانية مؤسسة الجهة إلى أداة مجاملة سياسية ليس مجرد سلوك غير مسؤول، بل احتقار صريح للثقة التي يمنحها الناخبون، مستغلا حتى الهدايا لإرضاء منتخبي الدوائر الحزبية المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار.
