
ما يزال مستعلمو السيارات الخاصة بالرشيدية، يعانون من مضايقات حراس السيارات أصحاب السترات الصفراء، الذين ينتشرون شوارع المدينة، مطالبين أصحاب السيارات بأداء مبالغ محددة مقابل ركن سياراتهم.
و لم تفلح الحملة التي أطلقت قبل أشهر، من طرف نشطاء على المستوى الوطني في الحد من الظاهرة، أو الاسهام في محاربتها، إذ لا يكاد يخلو شارع واحد في المدينة من حارس، يرتدي سترة صفراء و يحمل صافرة لتذكير السائفين بعدم “الأداء”.
و يقدم، أشخاص من مختلف الأعمار، أنفسهم كحارسي السيارات يشتغلون وفق عقدة مناولة تربطهم بإحدى الشركاء المفوض لها صفقة كراء الشوارع العمومية من طرف الجماعات الترابية، إلا أنهم في كثير من الأحيان يصدمون برفض الأداء من طرف المواطنين، مما يؤجج الوضع ويؤدي إلى مشادات كلامية وربما مادية بين الطرفين.
شارع مدغرة ..نقطة سوداء لسائقي السيارات
يعج الشارع، بالباعة الجائلين، وبحراس السيارات، و بأصحاب العربات ذات العجلتين، وذات الثلاث عجلات، و بأصحاب الشاحنات التي تحمل أو تُنزل سلعها أمام المحلات التجارية، مما يمنع على الراجلين و سائقي السيارات من ولوج الشارع و الوصول إلى حي لابيطا أو السوق البلدي، ويعيق حركة المرور و الجولان. حسب ما عاينته “الجهة8”.
و لاحظت “الجهة8″، قطعا واضحا و متعمدا للطريق المؤدية للسوق، عبر كل منافذه، من طرف الباعة الجائلين وأصحاب عربات بيع الخضر والفواكه، وهو الوضع الذي تحاول السلطات المحلية في غير ما مرة التدخل لحلحلته، وتأمين حركة مرور الراجلين والسيارات، إلا أن مجهوداتها تبقى محتشمة ولا ترقى إلى الحل النهائي للمعضلة، التي باتت تؤرق بال الرشداويين.
و في أحسن الأحوال، عندما ينتهي الراجل او السائق من مسار المرور بين العربات بسلام، يصطدم بأصحاب السترات الصفراء، الذين يعرضون عليه ركنا للسيارة بمقابل، أو البحث عن مكان يقع خارج نفوذ حراستهم/تحكمهم، مما يسهم بشكل أكبر في عرقلة حركة المرور وفي تأزيم الثقة في نفوس مستعملي السيارات الخاصة، حيث يتأكدون من احتمالية كبيرة لتعرض سياراتهم للسرقة او للتضرر، ان هم تركوها في غير مكان نفوذ اصحاب السترات الصفراء.
المحطة الطرقية بالرشيدية .. مكان يسيل لعاب “باردي الكتاف”
“باردي الكتاف” هكذا يصفهم أغلبية من صادفتهم الجريدة بمحاذاة أماكن “ركن السيارات”، في إشارة إلى عدم بذلهم لأي جهد في كسب بضع دريهمات من عملية “حراسة السيارات وابتزاز أصحابها، في تحدي للقانون، وأمام اعين رجال الأمن المفروض فيهم السهر على حماية المواطنين أولا وأخيرا.
كلمات نابية، و أفعال مخلة بالآداب العامة، و تطاول على سيارات الأغيار، وخدش والحاق أضرار بها، تلك هي صفات باردي الكتاف الذي يتلقون رفضا للأداء من طرف مواطنين فضلوا مواجهة هذا النوع من الابتزاز، وان كان قليلا في قيمته المادية إلا ان رمزيته كبيرة ومن الممكن أن ترسي سلوكا مجتمعيا شاذا يخص فئة معينة.
ما أن تقف أمام المحطة الطرقية، لقضاء غرض داخلها أو استغراق دقيقة واحدة خارج سيارتك، حتى يُطالبك شخص يدعي حراسته المكان، بدريهمات مقابل ركن سيارتك، و يشرع في التلفظ بكل أنواع السب والشتم ان أنت رفضت الاستجابة للابتزاز.
إن المتحمل الأول للمسؤولية في هذا الوضع، هم الجماعات الترابية، التي إما تكري ما ليس لها فيه حق، أو تتغاضى وتتجاهل ما يُفعل بالمواطنين المفروض فيها السهر على تأمين حركية السير والجولان ما داموا في تراب نفوذها، باعتبار ان الشارع ملك عام ولاحق لأحد في مصادرة الحق في استخدامه من طرف العوام.
حراس السيارات..أشخاص خارج القانون
في نظر العديد من الساكنة والفاعلين، أن وجود أشخاص يدعون حراسة السيارات في مكان عمومي، خارج عن القانون، ولا يترجم أية مشروعية، يدافع عدد من الأشخاص عنهم، باعتبارهم ضحايا نصب واحتيال و عدم تقدير من طرف الشركات التي يشتغلون لديها، حيث ينطلق الابتزاز من الأعلى إلى الاسفل، حيث يوجد المواطن صاحب السيارة.
ان الجماعات الترابية باعتبارها، مؤسسة منتخبة مكلفة بتدبير شؤون المواطنين اليومية، لها كامل الحق في البحث عن موارد تطعيم ميزانيتها، لكن ليس على حساب جيوب المواطنين، حيث يمكن لها ان تحدث اماكن خاصة وجعلها أماكن خاصة لركن السيارات الخاصة والإشارة إلى ذلك، والحرص على احترام بنود الشراكة والعقود التي تجمع الأطراف المنفذين للاتفاقية من شركة و أشخاص أعوان تنفيذ (الحراس).
ان احتلال الشوارع العمومية والفضاءات من طرف أصحاب السترات الصفراء، بموجب اتفاقيات تجارية هو تطاول على حق المواطنين، بحيث تصبح الجماعات الترابية اول محتل للشارع العام المفروض منها تحريره من كل أشكال التجاوز، وهو ما يضر بصورة المدينة سياحيا، و يساهم في احداث فوضى وصراعات لا تنتهي في الشوارع العامة بين اصحاب السيارات و اصحاب السترات الصفراء.
ويُطالب عدد من ساكنة الرشيدية، ممن التقتهم “الجهة8″، من السلطات الأمنية التدخل لمنع استمرار تواجد أصحاب السترات الصفراء في الشوارع العمومية وحمايهم من المضايقات والجشع الذي يتعرضون له عند قضاء غرض ما في إحدى الفضاءات العمومية المغلقة، مطالبة الأجهزة الأمنية بإخلاء الشوارع من الاحتلال البشري الذي يمثله “باردو الكتاف”.