الامازيغية بين الجهل و العنصرية
زرار ادريس
الأمازيغية ليست فقط ملك خاص لسكان شمال افريقيا بل ملك عام لجميع شعوب كوكبنا كغيرها من اللغات التي تزخر بها الكرة الأرضية. ورغم كون البشرية من أصل واحد الا ان السنتها تختلف من منطقة إلى أخرى هدا الاختلاف اللغوي يطفي جمالية على الحياة البشرية و يدل على عبقرية الإنسان في ابتكاره للكلمات و الرموز و الأمازيغية ضمن هدا الإبداع اللغوي الجميل و الرائع. من هنا يمكن طرح سؤالين هل هناك مبرر ديني لإقصاء الأمازيغية؟ و هل هناك لغة علوم أبدية يمكننا الاعتناء بها وحدها دون اللغات الأخرى؟ .
اولا من الناحية الدينية كل النصوص الدينية تؤكد أن الاختلاف اللغوي نعمة و ليس نقمة على البشرية و يدل على عظمة الخالق كما جاء في القرآن الكريم ” ومن آياته خلق السماوات والأرض و اختلاف ألسنتكم و الوانكم إن في دلك لآيات للعالمين “(الروم22) ومن جهة أخرى كذلك لا مبرر ديني يفضل لغة نزلت بها رسالة سماوية على اخرى لم تنزل بها رسالة سماوية وسبب اعتماد لغة دون أخرى في الرسالات السماوية هو لسان دلك القوم المخصص بتلك الرسالة كما جاء كذلك في القرآن الكريم “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبن لهم ” (ابراهيم 4) هدا يدل على أنه لو خصص الله الشعب الامازيغي برسالة لكانت باللغة الأمازيغية بدون أدنى شك بالاعتماد على القرآن الكريم.
أما ثانيا من ناحية هده لغة علوم يجب الاعتناء بها و إقصاء غيرها فهذه الفكرة نسبية كما سابين من خلال مثال واضح هو اللغة اليونانية التي كانت لغة محلية قبل أن تتطور في عصر العلوم الفلسفية إلى لغة علم و سعى إلى تعلمها الجميع لقراءة و ترجمة كتب أفلاطون و أرسطو و غيرهم من فلاسفة اليونان لكن مع مرور نهضة الفلسفة عادت اليونانية للانكماش لتصبح في وقتنا الحالي لغة لا يتعلمها إلا أهلها و يمكن أن نطبق نفس الشيء بالنسبة للانجليزية التي كانت قبل اكتشاف الآلة البخارية التي هي أساس النهضة الصناعية لغة منطقة في أوربا قبل أن تتسلل إلى العالم عبر التطور الصناعي و التكنلوجي و تصبح اللغة الأولى عالميا في وقتنا الحالى و ربما هي الآخر ستعود إلى الانكماش بعد مرور النهضة الصناعية أو ظهور شروط اخرى و هناك بوادر لتتصدر الصينية المشهد بعد الانجليزية.
و مما سبق يتضح أنه لا مبرر ديني و علمي لإقصاء الأمازيغية و كل مسلم دو عقيدة صحيحة عليه الاعتناء بالامازيغية فهو واجب ديني لما يدل عليه الاختلاف اللغوي من عظمة الخالق و كذلك على كل متشبع بالعلوم و مؤمن بقواعدها عليه الاعتناء بها أيضا لأن النظرية النسبية هي احد ركائز العلوم يعني لا شيء مطلق حتى في العلوم الحقة و ما بالك ما يتعلق بالعلوم الانسانية التي تتسم بالغموض و الفئوية و من يدعي عكس هدا فإنه اما جاهل بالنصوص الدينية و بكيفية تطور اللغات أو غير مؤمن بالاختلاف اللغوي و يبحث عن أي مبرر ولو كان غير موضوعي لإقصاء لغة و الدفاع عن أخرى.