
ترددت كثيرا قبل الخوض في هذا الموضوع لكي لا تحتسب المعارضة هذا المقال لصالحها أو يعتبره الرئيس و اعضائه ضدهم ،لكن أن نصمت كمجتمع مدني على هذا الكم من التراجعات و توقيف عجلة التنمية بالمنطقة ، فهو ما ارفضه و لا يهمني أن يفهم هذا الطرف او ذاك أن هذا الكلام لصالحه أو ضده .فامحاميد الغزلان فوق كل اعتبار .فلا مجال للسكوت بعد اليوم ،بعد أن تركنا للطرفين ( الاغلبية و المعارضة) هامش من الزمن لكي يتداركوا الامور و يلملموا خلافاتهم و يجعلوا المصلحة العامة فوق كل إعتبار، لكن أن يكون صمتنا عامل من عوامل هذه التراجعات، ظنا من بعض الاعضاء أن لا احد يحاسبهم و ان الرأي العام غير مهتم بما يدور ، ،فحالة المحاميد أصبحت كارثية بكل المقاييس ،فالكلاب الضالة اصبحت اكثر من سكان المحاميد، فلا يمكن لك الخروج من منزلك فجرا إلا و انت مسلح بزرواطة لحماية نفسك و الازبال تغزو الشوارع و الازقة ،و الانارة العمومية منعدمة، اما المشاريع السياحية و التنموية فاصبحت في خبر كان …فلا مشروع واحد يحتسب لهذا المجلس او بالأحرى للرئيس ، كل ما حصدناه منذ سنتين هو تسويق الوهم للساكنة و الانشغال في صراعات وهمية كل طرف يعتبر نفسه المنقذ للبلاد و لا شيء من ذلك تحقق لا نحن حصدنا التنمية و لا هم تجاوزوا خلافاتهم و انشغلوا في تنمية البلاد.
فكيف تريدون منا أن نظل صامتين على هذا الوضع و الازبال اصبحت امام منازلنا تزكم انوفنا و سيارات الاسعاف متوقفة عن الخدمة و المستثمرين في القطاع السياحي ينظرون الى إفلاس مشاريعهم بفعل هذه الاوضاع الكارثية التي مست جميع المجالات، فساكنة المحاميد لم تعطيكم شيكا على بياض أو تفويضا لكي تفعلوا في المحاميد ما تريدون.
للاسف كل طرف يحاول كسب الرأي العام بمبررات واهية، لكن هم في الحقيقة متناسين أن كسب الرأي العام يتم بالعمل الجاد و نكران الذات و إخراج المشاريع الى الوجود و المرافعة عن المنطقة في كل المحافل الوطنية، أما غير ذلك من التفاهات و العجرفة، فلن يكسبكم ود الراي العام و لا ساكنة امحاميد الغزلان، حتى لو اصدرتم الاف البلاغات تشرحون فيها فشلكم .
استبشرنا خيرا عندما منحت ساكنة امحاميد الثقة لفئة تظنها أنها شابة و مثقفة ،لكن إتضح ان تلك الفئة هي سبب بلاء المحاميد ، فقد فهمت الساكنة ان أغلب هؤلاء ليس همهم خدمة الصالح العام، بل همهم هو خدمة اجندات فارغة عمادها الشيطنة و تصفية حسابات شخصية ضيقة ،ليس لساكنة المحاميد اي ذنب في ذلك لتتحمل هذا الكم من التهميش و الاقصاء .
انا اتساءل دوما كغيري من سكان المحاميد ،لماذا فشلت سيدي الرئيس في كسب أغلبية مريحة ؟ اذن فالمشكل فيك انت السيد الرئيس ،فانا هنا انتقدك ليس كرها فيك أو لحسابات معك ،لكن إستمرار البلوكاج بهذا الشكل يسائلك السيد الرئيس لأنك أنت هو المسؤول من الناحية الدستورية و القانونية، فانت المسؤول عن هذه الاوضاع التي تعيشها المنطقة، لأنك انت رئيس المجلس و ليس أحدا اخر ، فإذا عجزت السيد الرئيس عن خلق أغلبية مريحة فقدم استقالتك و اترك المجال لغيرك ،فهذا لا ينقص من شخصيتك بل العكس يظهر للرأي العام أنه ليست لك أهداف اخرى و لست متشبتا بالكرسي ، فهذا هو العرف المعمول به في الدول الديمقراطية العتيدة .
أما باقي الاعضاء سواء أغلبية أو معارضة ،يجب ان تفهموا أن الساكنة تنتظر منكم الكثير و حالة المحاميد لم تعد تستحمل خلافاتكم ،فعوض أن تتنافسوا على جلب مشاريع تنموية للمنطقة ( مسبح بلدي، ملاعب للقرب معشوشبة ، منتزهات ، مشاريع للأطفال و الشباب، تشجير، محاربة زحف الرمال ،حافلات النقل المدرسي ، ابار لسقي الواحة..) نجد معظمكم منشغل بتصفية حسابات تافهة أو وضع العصا في العجلة لاهداف لا نعرفها ،تحركوا خارج المنطقة و انظروا الى بعض الجماعات الترابية الصغيرة بربوع المملكة و كيف اصبحت بفعل عمل المجالس الجماعية ،مشاريع في المستوى، تواصل و انصات لهموم الساكنة ،حتى تحولت تلك المناطق الى قبلة للسياحة الداخلية و الخارجية .
إن الساكنة تنتظر منكم العمل و نكران الذات ،فلقد اضعتم سنتين من الزمن لم تجني منها المحاميد سوى الخلافات و الصراعات التي لم أجد لها وصفا حقيقيا ،و اتساءل اليس فيكم رجلا صالحا لكي تثقوا فيه و يكون في مستوى تطلعات المحاميد ، نحن لا نقدس الاشخاص ،اذا كان هذا الرئيس غير صالح او لم ينجح في التواصل بالشكل المطلوب و فوت على المحاميد سنتين من التنمية ،فإنه سيتعرض للانتقاد و المحاسبة، و من حقنا كمجتمع مدني ان ننتقده بشكل بناء بدون سب او تجريح و يجب أن يملك رحابة الصدر لتحمل انتقاداتنا و خدمة الصالح العام، لهذا نقول ابعض الاعضاء، فلا يمكن أن نوقف التنمية بالبلاد ،تشبتا برئيس لم يجد من حل للانتقام من المعارضة ( التي اصبحت أغلبية) سوى إغراق الساكنة في الظلام و بالازبال و توقيف سيارات الاسعاف عن المرضى الضعفاء ،عوض أن يقدم حلولا اخرى أو يقدم استقالته ،فساكنة امحاميد الغزلان ليست تلك العصا التي ستستعملها لجلد المعارضة. فنحن في منأى عن صراعك مع المعارضة لكن لسنا ذلك “الحائط القصير ” الذي يسهل عليك القفز من فوقه و لن نسكت على هذه الاوضاع .
سيدي الرئيس ،فاذا كانت ساكنة المحاميد الغزلان قد حذرتك بخطوة إحتجاجية رمزية بوضع الازبال امام مقر الجماعة، لعله يصحو فيك ذلك الضمير و تفهم خطورة ما أقدمت عليه ،فعليك ان تتوقع ردا كبيرا بعد عودة السكان من العطلة الصيفية التي يقضونها خارج المحاميد ، هذه المنطقة التي لم يعد فيها شيئا في عهدكم يشجع على الاستقرار ، فالكل غاضب و في حلقه غصة مما اوصلتم المحاميد أليه .
لي اليقين أن عامل الاقليم و السلطات الاقليمية لن تستمر في الصمت على فشلكم ، لقد منحتكم من الوقت ما يكفي لتكوين مجلس منسجم ، لكن فشلت في ذلك بدون تقديم أي مبررات مقنعة .و للسلطات الاقليمية من القوانين و الصلاحيات ما يكفي لعزل الرئيس أو حل المجلس ككل، و كلا الحلين يوقفان هذه المهزلة التي تعيشها جماعة امحاميد الغزلان. لهذا ،فالكرة الان في ملعب عامل إقليم زاكورة، و الساكنة تثق في عامل صاحب الجلالة لرفع هذا الظلم عنها و الدفع بعجلة التنمية انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية ،حين اكد جلالته في خطابه بمناسبة الذكرى 62 لثورة الملك و الشعب قال :
[….] إذا كان عدد من المواطنين لا يهتمون كثيرا بالانتخابات ولا يشاركون فيها، فلأن بعض المنتخبين لا يقومون بواجبهم، على الوجه المطلوب. بل إن من بينهم من لا يعرف حتى منتخبيه.
وهنا يجب التشديد على أن المنتخب، كالطبيب والمحامي والمعلم والموظف وغيرهم، يجب أن يشتغل كل يوم. بل عليه أن يعمل أكثر منهم، لأنه مسؤول على مصالح الناس، ولا يعمل لحسابه الخاص.
غير أن هناك بعض المنتخبين يظنون أن دورهم يقتصر على الترشح فقط. وليس من أجل العمل. وعندما يفوزون في الانتخابات، يختفون لخمس أو ست سنوات، ولا يظهرون إلا مع الانتخابات الموالية.[……]
وهنا أقول للأحزاب والمرشحين : إن الهدف من الانتخابات لا ينبغي أن يكون هو الحصول على المناصب ، وإنما يجب أن يكون من أجل خدمة المواطن فقط[….] انتهى كلام خطاب جلالة الملك.
فهل يا ترى سيستمر الوضع بامحاميد الغزلان على حاله أم ان عامل الاقليم سيتدخل و ينهي هذا الوضع و ينصف الساكنة ؟؟؟
الكاتب : ذ جمال بنرزوكي