قالت أسماء أمزيان، المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة درعة تافيلالت، أمس الثلاثاء، إن “الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني لفنون أحواش متميزة تحمل عدة عناصر جديدة مهمة إلى الدورات السابقة؛ في مقدمتها تبني تصور إبداعي جديد لفن أحواش، باعتباره مرتبطا بجميع مناحي الحياة ومختلف المناسبات، عبر تقديم عروض فنية في مختلف الساحات في الإقليم. وكذا تبني تصور سينوغرافي جديد ينطوي على حمولة ثقافية تراثية وحداثية في آن، ويوظف تكنولوجيات حديثة”.
أمزيان، وهي تتحدث ضمن الندوة الصحافية التي عقدت بقاعة متحف السينما بورزازات للتفاعل مع أسئلة الصحافيين حول الدورة 12 من المهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات، والمنظم هذه السنة من 24 إلى 26 ماي، تحت شعار “فنون أحواش بإيقاعات العالم”، أكدت أن المهرجان يبتغي “التعريف بالغنى الثقافي الذي تتصف به المنطقة، والمجهودات الجبارة التي تُبذل في سبيل الحفاظ على التراث اللامادي وتثمينه من خلال الانفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي”
وكشفت أمزيان أن دورة هذه السنة” ستعرف تنظيم ندوات فكرية يلتئم فيها أكاديميون وباحثون مختصون بغية المقاربة العلمية لفنون أحواش. إضافة إلى الرفع من عدد المكرمين من رواد أحواش إلى أربعة بعدما كرمت الدورة الماضية من المهرجان اثنين من فناني أحواش فقط”.
إتاحة الفرصة للجميع
ولدى تناوله الكلمة اتفق عبد الكريم الساخي مدير المهرجان الوطني لفنون أحواش مع أسماء أمزيانن في كون دورة هذه السنة “متميزة”، موردا أن وجه تميزها “مشاركة أزيد من 50 فرقة فنية تراثية، بما فيها ضيوف الشرف؛ فرقة وطنية قادمة من كلميم وأخرى دولية قادمة من أبيدجان بدولة الكوت ديفوار”، على أن إجمالي الفنانين أعضاء هذه الفرق تخطى الألف فنان.
ومشاركة هذا العدد الكبير من الفرق مرده وفق ما أكد الساخي لاحقا “إتاحة الفرصة لجميع الفرق الناشطة بالإقليم بالإضافة إلى الفرق الوافدة وطنيا”، مشددا على أن “عملية انتقاءها تخضع لعدة مقاييس ومعايير”.
وكشف الساخي عن انفتاح هذه الدورة على المؤسسات التعليمية؛ عبر “تلقين الطلبة والتلاميذ هذا الفن (أحواش) وتعليمه وصناعة أدواته، بما يضمن استمرار فن أحواش لدى الأجيال الناشئة”.
ضعف الإمكانات يكبح الطموح
وتفاعلا مع أ سئلة وسائل الإعلام المحلية التي حجت بقوة إلى الندوة، قال الساخي إن “الاعتمادات المالية المرصودة للمهرجان تظل متواضعة جدا بالنظر إلى توفر دعمين فقط، مقدمان من طرف الجماعة الترابية ورزازات ووزاة الثقافة والشباب والتواصل”. ولذلك وفق ذات المتحدث، “لا يمكن تلبية جميع الطموحات الكبيرة” التي استفسر عنها بعض الصحافيين.
وحول مجهودات مختلف الفاعلين المتدخلين في المهرجان لخلق تأطير مؤسساتي يجمع فناني وفرق أحواش، ويصون وضعهم الفني والمادي، ذكّر الساخي إنه “تم خلق فيدرالية تحمل إسم “منتخب أحواش”، تجمع الفرق التراثية المحلية على أن يكون بإمكان جميع الفرق الأخرى بجماعات إقليم ورزازات الانضمام إليها”. إلا أن “إكراهات التسيير، ونقص الإمكانات المادية” كبحا طموح الفاعلين باستمرار الفيدرالية وأداءه للأدوار التي أسست من أجلها.
لكن المتحدث ذكرّ بتعدد الفاعلين وشركاء المهرجان، وضمنهم جمعية ورزازات إيفنس وعمالة إقليم ورزازات ومجلس جهة درعة تافيلالت، والجماعة الترابية ورزازات والمجلس الجهوي للسياحة بدرعة تافيلالت والمجلس الإقليمي بورزازات.
ويشار إلى أن المهرجان يشكل مناسبة للوقوف عند مآل مطالبة الفاعلين لإدراج فن أحواش على لائحة التراث اللامادي للإنسانية من قبل اليونسكو، وهو ما طرحه عدد من الصحافيين، وتفاعلتا معه المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة درعة تافيلالت، بالتأكيد على أن ما يعوق هذه الخطوة هو كون “اليونسكو أعطت الحق لكل دولة في وضع ملف تسجيل واحد فقط على اللائحة كلّ سنة أو سنتين، في حين أن الوزارة لديها ملفات كثيرة.” مُذكرة أن فن أحواش “لا يقف أي شيء آخر أمامه ليكون على لائحة اليونسكو للتراث اللامادي الإنساني”.