ترويج أخبار كاذبة … صورة تلميذة من صفرو يدعي ناشروها أنها لفتاة من الرشيدية
تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي سواء على مستوى الفيسبوك أو التطبيق الفوري “واتساب”، على مستوى مدينة الرشيدية والمناطق المجاورة خبر مفاده ” تعرض فتاة عشرينية تقطن بالرشيدية لإعتداء جسدي من طرف مجهول”، حيث تم ترويج، وتداول عدد من صور فتاة تحمل جروحا غائرة وكدمات في مناطق متفرقة من جسمها.
وقد خلف تداول هذه الصور ردود فعل متباينة لدى الشارع العام، وفي صفوف الأسر، خاصة أن زمن تداول هذه الصور تزامن مع مرحلة الإمتحانات التي تعرف حركية لدى التلاميذ والتلميذات بهدف حضور دروس الدعم والتقوية، أو المراجعة الجماعية، وهو ما أدخل الفزع في نفوس العديد من الآباء خوفا من تعرض أبنائهم لمكروه ما أمام بشاعة الإعتداءات الظاهرة في صور الضحية.
واستحضارا منا لمسؤولية الإعلام في تفاعله مع إهتمامات ونبض الشارع العام، و رغبة منا في تقصي حقيقة الصور المتداولة، وعلاقتها بالشائعات التي واكبتها، فقد عملنا على إستقصاء مجموعة من الجهات حول الصور المتداولة، و حول حقيقة الشائعات المواكبة لها، لنخلص في الأخير على أن كل الأخبار و الشائعات التي إنتشرت في أوساط الرأي العام المحلي والإقليمي هي مجرد أخبار زائفة، وعارية من الصحة.
و تنويرا للرأي العام حول حقيقة الصور المتداولة، فقد توصلنا إلى أنها تعود لتلميذة تنحدر من مدينة صفرو، كانت قد تعرضت لاعتداء بتاريح 29 ابريل 2024 ، و كان هذا الحادث موضوع بلاغ صحفي صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني تنويرا للرأي العام، و تناقلته مجموعة من المواقع الإعلامية الإلكترونية، أكدت من خلاله ” أن عناصر الشرطة القضائية بمدينتي فاس وصفرو تمكنت وبتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في الساعات الأولى من صباح يومه الاثنين 29 أبريل الجاري، من توقيف شخص يبلغ من العمر 30 سنة، من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض المفضي للموت في حق تلميذة.
وتشير المعطيات الخاصة بالبحث إلى تورط المشتبه به في اعتراض سبيل الضحية رفقة اثنتين من زميلاتها وتعريضهم لاعتداء جسدي باستعمال السلاح الأبيض، وذلك لأسباب وخلفيات تعكف الأبحاث حاليا على تحديدها، الأمر الذي تسبب في وفاة الضحية فور وصولها للمستشفى.
وقد مكنت الأبحاث من تحديد هوية المشتبه فيه قبل أن تمكن عملية أمنية بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي من توقيفه بالمنطقة القروية “المنزل” بضواحي مدينة صفرو، فضلا عن حجز السلاح الأبيض المستعمل في تنفيذ هذا الاعتداء.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد الخلفيات الحقيقية وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية”.
