تنغير…خطر حدوث إنهيارات صخرية بمضايق تودغى يؤرق زوار ومهنيي القطاع السياحي

تقع مضايق تودغى على مسافة حوالي عشرين كيلومترا عن مركز مدينة تنغير، على مستوى الطريق الرابطة بين مدينة تنغير وآيت هاني، وهي من المواقع السياحية ذات الصيت العالمي، كما أنها تشكل محجا لعشاق السياحة الإيكولوجية الذين يقصدونها من داخل، وخارج المغرب.
ورغم تميز مضايق تودغى كفضاء سياحي واعد، وقادر على أن يشكل نقطة جذب قوية للسياح، و كذا لإستثمارات مهمة في القطاع السياحي، إلا أن واقع هذا الموقع السياحي يعكس حالة جمود و سكون يعيش على إيقاعها لمدة طويلة، كما لو أنها صورة فوتوغرافية جامدة، و هو الإنطباع الذي تتركه مضايق تودغى عند زوارها، خاصة ممن سبق لهم زيارتها من قبل، حيث ظلت تعاني مسلسلا متواصلا من التهميش و الإهمال رغم المجالس المتعاقبة، و رغم اللقاءات التي تم عقدها من أجل النهوض بوضعية المضايق، و هي اللقاءات التي تذهب خلاصاتها مهب الريح، وتبقى وضعية مضايق تودغى على حالها إلى إشعار آخر، و يظل مستقبلها السياحي في كف عفريت، خاصة مع تآكل وتدهور بنيتها التحتية الضعيفة، إن لم نقل المنعدمة.
وتعيش هذه المنطقة السياحية ضعفا كبيرا على مستوى بنيتها التحتية التي لم يتم النهوض بها لمواكبة قدرتها الإستقطابية لأعداد كبيرة من السياح المغاربة والأجانب، وتركت لحالها تواجه التخبط والعشوائية، إلا من المبادرات الفردية التي يقوم بها بين الفينة والأخرى مهنيو القطاع المستقرين بعين المكان.
ويتوجس الزوار وأصحاب الوحدات الفندقية في الآونة الأخيرة من خطر إنهيارات صخرية قد تسبب كارثة تجهل نتائجها، خاصة مع وجود كتل صخرية، وأحجار متصدعة وآيلة للسقوط في أية لحظة مع أدنى حركة تسبب تزحزحها، مما يشكل خطرا على حياة الزوار وممتلكات أصحاب الوحدات الفندقية، خاصة أن ذاكرة مضايق تودغى لا زالت تحتفظ بالكارثة التي وقعت سنة 2014، حيث أدى انهيار صخرة كبيرة إلى تحطيم جزء من وحدة فندقية، وتسبب في إغلاق وحدات أخرى.
وطالب العديد من الفاعلين الجمعويين بالمنطقة إلى التدخل العاجل درءا لوقوع أية كارثة قد تؤدي إلى تهديد حقيقي لسلامة المواطنين، والمنشئات لمعالجة هذا المشكل من خلال العمل على إزالة والتخلص من الأحجار المتآكلة، والآيلة للسقوط، وتدعيم كل المناطق المهددة بالإنهيار بواسطة شبكة حديدية منعا لأي انهيارات مستقبلا.
وطالب بعض هؤلاء الفاعلين بضرورة إيلاء الأهمية اللازمة لهذا الموقع السياحي والطبيعي المتميز، من خلال تخصيص برنامج خاص لتأهيل هذا الفضاء بما يليق به كموقع سياحي وإيكولوجي عالمي.