شاب كفيف من نواحي تنجداد يلجئ للهجرة عبر قوارب الموت من أجل إجراء عملية جراحية

بعدما أحيى طبيب بالعاصمة الرباط في يحيى أمل استعادة بصره، بواسطة إجراء عملية لزراعة الشبكة، وهي عملية من المعروف أن تكلفتها باهضة، ويتم إجراؤها بدولة فرنسا؛ و بجذوة أمل حداه لإعادة نعمة البصر التي فقدها منذ زمن بعيد، لم تنكسر عزيمته رغم الرفض المتكرر لطلباته للحصول على تأشيرة طبية لدخول الأراضي الفرنسية.
قرر يحيى بولمان، الشاب الكفيف المنحدر من مدينة تنجداد بإقليم الراشيدية، سلك سبل أخرى لم يكن أحلاها إلا مرارة اللجوء إلى قوارب الموت، حيث كانت إنطلاقته من السواحل التونسية بعدما غادر إليها جوا عبر الأجواء الجزائرية، متجها إلى سواحل إسبانيا و بالضبط مدينة ألميريا؛ و هي المخاطرة التي تكللت بالنجاح، ليواصل من هناك اتجاه الأراضي الفرنسية، ليجد نفسه في دوامة الصراع من أجل تسوية وضعيته القانونية من أجل الاندماج في المجتمع الفرنسي كواقع مفروض لتحقيق حلمه بإجراء العملية الجراحية.
وسبق لجريدة ” الجهة الثامنة ” أن نشرت مجموعة من المقالات حول وضعية يحيى بولمان، وخاصة حول الإحتجاجات والإضرابات التي خاضها أمام مقر ولاية جهة درعة تافيلالت، ومجلس الجهة، حيث كان وجها مألوفا للقابعين على كراسي “المسؤولية” في هذه الربوع.
وكان ليحيى لافتة تلازمه طيلة معاركه، واحتجاجاته، لافتة كتب عليها: “أنا مواطن مغربي مكفوف، لا أريد التسول ولا السرقة، كل ما أتمناه هو العيش بكرامة وأن أكون منتجا، وليس عبئا على وطني”..