قال الوزير السابق، ورئيس مجلس جهة درعة تافيلالت خلال الولاية السابقة، والقيادي الحالي في حزب العدالة والتنمية، الحبيب الشوباني في مقابلة مطولة له مع برنامج “ضفاف الفنجان” أن حصيلة عمل مجلس جهة درعة تافيلالت خلال الولاية التأسيسية (2015-2021) التي ترأس فيها المجلس، ستكون موضوع كتاب مفصل سيصدر قريبا، وبتوثيق علمي بمنطق علم السياسة الذي يجعله شهادة للتاريخ وعملا أكاديميا في خدمة الباحثين والبحث العلمي جهويا ووطنيا، مضيفا أن “التجربة التي قادها على رأس مجلس الجهة تعتبر من أنجح تجارب الجهوية المتقدمة على مستويات كثيرة”.
و أضاف المتحدث، أن المجلس في مواجهة الإشكالية المركزية التي تعاني منها الجهة وهي “العزلة” ، انتبه إلى وجود ثلاثة مطارات بالجهة، فقاد مغامرة تتعلق بالتفكير في إحداث شركة خاصة بالطيران الجهوي بعد رفض “لارام” في البداية الاستجابة لطلب رفع عدد الرحلات نحو مطارات الجهة وخفض ثمن التذاكر، وهو الطرح الذي كان بالنسبة للأعضاء بمجلس الجهة ضربا من الجنون، بالرغم من كون تأسيس شركات التنمية الجهوية مقتضى قانوني ومن اختصاص مجالس الجهات، ولهذا الغرض، جرى الإتصال بخبير في الموضوع، يقول شوباني، “من أجل مواكبتنا للعمل على تحقيق الهدف، قبل أن نتعرف على شركة مغربية للطيران بمدينة الرباط، رحبت بالفكرة، وقررنا تأسيس شركة “طيران الواحة Oisis Airlines”، وبشكل عملي لمباشرة التنفيذ، لكن المعارضة سعت إلى تبخيس الفكرة، خلال دورة اسثنائية؛ ومع ذلك كان لهذه الخطوة الجريئة الأثر المباشر والحاسم في توجيه “لارام” لتغيير موقفها والاستجابة لرغبة مجلس الجهة.
و استرسل الوزير الأسبق، بالقول أن “المفاوضات مع شركة الخطوط الملكية المغربية (لارام )، واللقاءات العديدة التي تم عقدها في الدار البيضاء والرشيدية وبمقر ولاية الجهة، توجت برفع عدد الرحلات إلى 25 رحلة، مع تخفيض ثمن التذاكر بدعم من مجلس الجهة، ووصلنا في مدة قياسية إلى تحقيق ارتفاع كبير جدا في نسبة الملء، وكذا في تحقيق الإقبال الشعبي على إستعمال الطائرة، ولذلك عندما تم تقييم التجربة بعد سنة بمقر ولاية جهة درعة تافيلالت، اعتبرها السيد بنشقرون المدير التجاري لشركة الخطوط الملكية المغربية تجربة ناجحة، أسست حقبة جديدة في علاقة الجهة بالنقل الجوي، لأنها مكنت من دمقرطة الولوج إلى هذه الخدمة لعموم الساكنة، بعد أن كانت حكرا على السواح والميسورين.
أما بالنسبة للطرق المنجزة في إطار برنامج فك العزلة في العالم القروي، فقد تمكنا بعد مجهود مضن ونضال كبير، يقول رئيس الجهة الأسبق، من فك العزلة عن حوالي 100.000 نسمة، بإنفاق حوالي 120 مليار سنتيم، وتم إعداد البرنامج الطرقي للولاية الحالية (البرنامج والتمويلات وجزءا مهما من الدراسات التقنية…) حيث كان الإيقاع مرتفعا في الفعالية والأداء، إضافة إلى ملف النقل المدرسي، حيث تم اقتناء أسطول مكون من 150 حافلة، والذي ينقل حوالي 10.000 تلميذ وتلميذة، 60٪ منهم فتيات من الجماعات القروية”.
و اختتم الشوباني حديثه عن قضايا الجهة في عناوين مختصرة، بالقول أن من أهم الإنجازات التي تعكس الإرادة السياسية والمسؤولية في إشراك الساكنة في تتبع عمل مجلسهم الجهوي هو أننا “كنا نوفر خلال الولاية السابقة البث المباشر لأشغال دورات المجلس، وهو ما كان يخلق نقاشا مجتمعيا وتتبعا عموميا للملفات التي تدرج في جداول أعمال الدورات ؛ معتبرا أن هذا كله وغيره كثير مما سيكون موضوع تفصيل في الكتاب الذي سيصدر قريبا، كان نجاحا كبيرا في تدبير شؤون المجلس، يصعب حجبه أو التنقيص من قيمته”.
وفي اتصال هاتفي بالسيد الرئيس الأسبق للجهة حول تاريخ صدور الكتاب الذي سيخصصه لتوثيق حصيلة الولاية التأسيسية التي ترأس مجلسها، أكد السيد الشوباني للجهة الثامنة، بأن الكتاب سيصدر بعنوان (الجهوية الدستورية والجهويات الأخرى : الولاية التأسيسية لمجلس جهة درعة تافيلالت نموذجا)، وأنه سيكون موضوع تقديم وتوقيع في المعرض الدولي السنوي للكتاب بالرباط، في شهر فبراير 2025 بحول الله.