أعادت حادثة السير الأليمة التي تعرض لها تلميذين يدرسان بإحدى المؤسسات التعليمية، على مستوى القصر البراني بجماعة شرفاء امدغرة، الحديث حول مسؤولية الجماعات الترابية ومؤسسات الدولة في توفير البنية التحتية الملائمة والخدمات الأساسية لجميع المواطنين على قدم المساواة، وبشكل خاص المسؤولية في تشجيع التمدرس لتلاميذ العالم القروي.
و تعرف الطريق الرابطة بين الرشيدية ومسكي، التابعة للتحديد الاداري لجماعة شرفاء امدغرة، عددا من حوادث السير الأليمة، الناتجة عن غياب أو ضعف الانارة العمومية و ضعف البنية التحتية للطريق واهتراءها فضلا عن عدم كفاية عرضها لمرور كل من الراجلين والدراجات النارية و العادية و المركبات.
و تعالت أصوات عدد من الفعاليات الجمعوية بالمنطقة، بعد وفاة تلميذين، كانا يمتطيان دراجات هوائية، نتيجة صدمهما من طرف سيارة رباعية الدفع، في ظروف تتحمل فيها الجماعة الترابية قسطا وافرا من المسؤولية الى جانب مصالح التجهيز والنقل، و كذا سائق السيارة التي كانت تسير بسرعة كبيرة، مطالبة بتحديد المسؤوليات و بمباشرة اصلاحات على مستوى البنية العامة للطريق الرابطة بين الرشيدية و مسكي في اتجاه أوفوس و بوذنيب، تتعلق أساسا بتقوية الانارة و بتوسعة الطريق و تعبيدها واصلاحها.
و قامت سرية الدرك الملكي بالرشيدية، في اليوم التالي لوقوع الحادث، بحملة تحسيسية لفائدة مستعملي الطريق من اصحاب الدراجات الهوائية، من أجل اشعارهم بخطورة وقوع حوادث السير، وبمختلف التدابير الواجب اتخاذها عند استعمال الطريق بجماعة شرفاء امدغرة مع تقديم شروحات حول الاجراءات المندرجة في مدونة السير والجولان والتي تتعلق بمستعملي الطريق الاكثر تعرضا للخطر وكيفية حماية أنفسهم أو الغير عند وقوع الحادث.
وتهدف هذه الحملة، التي قام بها عدد من عناصر سرية الدرك بالرشيدية، إلى توعية وتحسيس المواطنين بشكل عام و التلاميذ، بصفة خاصة بضرورة توخي الحيطة والعمل بالإجراءات الواجب اتخاذها للقضاء على حوادث السير أو الحد منه، و كذا التوعية بأهمية احترام قوانين السير ومعرفة علامات التشوير وتجنب السلوكات الخاطئة وحسن استعمال الطريق العام، تجنبا لحوادث السير.
و ركزت الحملة على الاسهام في تمكين التلاميذ من الاستعمال الآمن للطريق والاستغلال الأمثل للفضاء المروري وكيفية مواجهة مختلف الوضعيات المرورية.
و في الاطار نفسه، كان مجلس جهة درعة تافيلالت، قد صادق في دورته العادية لشهر أكتوبر 2023، على اتفاقية شراكة تتعلق بتثنية الطريق الوطنية رقم 10 بين الرشيدية ومسكي على طول 16 كلم بإقليم الرشيدية، أي منذ سنة كاملة، إلا أن وضعية الطريق و حالتهان لا توحي ببدء أية أشغال أو بنية التدخل لإصلاح ما يمكن إصلاح قبل ازهاق المزيد من الأرواح البريئة.
