“الفوضى” البرلمانية في ورزازات: مطالب بتوفير أطباء اختصاصيين مقابل تصريحات دفاعية في إطار التضامن الحزبي

في خطوة مثيرة للجدل، طالبت برلمانية جهوية من إقليم ورزازات وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، في جلسة عمومية، بتوفير أطباء اختصاصيين لساكنة المنطقة، التي تعاني من نقص حاد في الأطر الطبية. مبرزة الظروف الصعبة التي يواجهها سكان ورزازات، حيث يضطر العديد منهم للانتظار لفترات طويلة أو السفر لمسافات طويلة للحصول على التطبيب اللازم.
وقالت البرلمانية عن حزب الاصالة والمعاصرة، إيمان لماوي، في سؤالها لوزير الصحة، إن واقع الصحة في اقليم ورزازات، يتطلب تدخلاً عاجلاً من وزارة الصحة لتوفير أطباء في مختلف التخصصات، موردة أنه في الذي تتوفر مستشفيات جهات أخرى على جل التخصصات، فإن جهة درعة تافيلالت لا تتوفر على أطباء متخصصين بشكل كافٍ، مضيفة أن المواطنين بمستشفى سيدي احساين، يعانون من ممارسات بعض اللوبيات، التي تستغل ضعف المريض و ترسله الى المصحات الخاصة أو إلى مستشفى مراكش.
و اقترحت لماوي، اخراج مستشفى التخصصات بورزازات، الذي تم الالتزام به و أدرج في ميزانية 2025، في أقرب الآجال.
في المقابل، تدخل يوسف شيري، البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بنفس دائرة ورزازات، ليعبر عن تضامنه مع وزير الصحة الحالي في إطار “التضامن الحزبي”، معتبرًا أن مشاكل الصحة، ليست حديثة العهد بإقليم ورزازات، و أن أوضاع الصحة بهذا الإقليم عرفت تحسنا ملحوظا مع الحكومة الحالية، وبدلاً من دعم المطالب التي أوردتها لماوي، المتعلقة بضرورة واستعجالية تحسين الوضع الصحي بورزازات، توجه البرلماني في مداخلته بالدفاع عن الوزير، وعن الحكومة.
الموقف الذي اتخذه البرلماني الدفاعي أثار العديد من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن هذا النوع من التضامن الحزبي يجعل البرلمانيين يخرجون عن دورهم الرقابي والترافعي، ويحولهم إلى مجرد “مصفقين” للقرارات الحكومية، بعيدًا عن تلبية احتياجات الناخبين والتفاعل مع مشاكلهم اليومية. كما أشاروا إلى أن الواجب البرلماني يتطلب أن يكون الترافع من أجل مصالح المواطنين في مقدمة اهتمامات الممثلين السياسيين.
وفي موضوع متصل، أفادت مصادر عليمة لجريدة “الجهة الثامنة”، أن وزير الصحة والحماية الإجتماعية أمين التهراوي، سيحل نهاية الشهر بإقليم ورزازات، في زيارة رسمية.
وأضافت مصادر الجريدة، أن هذه الزيارة التي تهدف إلى متابعة سير المشاريع الصحية والإجتماعية بالمنطقة، تأتي في سياق الجهود المبذولة لتحسين جودة الخدمات الصحية، وتعزيز البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، خاصة في المناطق النائية التي تعاني من نقص في التجهيزات والموارد البشرية.
وأوضحت مصادرنا، أن الزيارة ستشمل عقد لقاءات مع مهنيي الصحة لمناقشة الحلول الممكنة لتحسين وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين، بما ينسجم مع أهداف الورش الملكي لتعميم الحماية الإجتماعية.