يزخر الجنوب الشرقي بثروة أركيولوجية كبيرة، و هو ما تؤكده توالي الإكتشافات المعلن عندها إلى حدود اليوم، و بالموازاة مع هذا الغني فإن هذا الإرث لا يحظى بالإهتمام اللازم من طرف الجهات الوصية مما يسرع عملية تبدده و اندثاره.
و يعتبر دوار “آيت واعزيق” التابع للنفوذ الترابي لجماعة تزارين بإقليم زاكورة أحد أهم المناطق التي تحتضن كنزا أركيولوجيا، عبارة عن موقع أثري يضم نقوشا يعود تاريخها إلى فترة ما قبل التاريخ، من العصر الحجري المتوسط، حيث يرجعها الباحثون الأركيولوجيون إلى حوالي 10000 سنة؛ لكن و مع الأسف فإن هذا الموقع الأثري يعيش إهمالا متواصلا و ممنهجا يهدد باندثاره.
و يحتوي الموقع الأثري بدوار “آيت واعزيق” حسب المعطيات الخاصة به على ثلاث مواقع رئيسية للنقوش الصخرية، و يضم كل موقع منها مجموعة من الصخور التي تحتوي على نقوش عبارة عن تعبيرات فنية تضم رسومات لحيوانات كالفيلة، و الزرافات ووحيد القرن، كما تضم نقوش تعبيرية لأدوات الصيد المعتمدة في تلك الحقبة الزمنية لاصطياد الفرائس.
و يعيش هذا الموقع الأثري على وقع الإهمال، مما يجعله مهددا بالتخريب، كما حصل سابقا لمجموعة من الصخور المنقوشة التي تعرضت للتحطيم نتيجة لغياب العناية بهذا الموقع و تخصيص مشرفين لحراسته، و هو ما يدل على إحجام الجهات الوصية عن حماية هذا التراث، إسوة بمواقع تاريخية أخرى تحظى بالإهتمام في مناطق أخرى من المملكة.
و عبرت ساكنة المنطقة مرارا عن امتعاضها الشديد من هذا الإهمال المقصود لهذا الموقع الأثري، و الذي لا يحظى بالإهتمام اللازم من طرف الجهات الوصية، مؤكدين عن عزمهم الدفاع عن هذا التراث الأثري، و حماية النقوش الصخرية، و نهج جميع السبل الكفيلة برد الاعتبار لهذا التراث الوطني.
