Site icon الجهة 8 | جريدة إلكترونية جهوية مُستقلة

هشام رزيك يكتب…ماذا لو أسلم ترامب؟

هشام رزيك

بالرغم من أنني أعلم أن مُجرد التفكير في طرح هذا قد يُعدُّ ضربا من الحُمق، فإن أول سؤال طرق دهني، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بزيارة بعض دول الخليج، هو: ماذا لو أسلم ترامب؟ ماذا لو أنه خلال زيارته للخليج مر من أمام عينيه مشهد أو واقعة أو أمر ما يُوقظ قلبه وعقله ويربطه بخالقه وخالق كل شيء، فيُعلنها مدوية هناك: ترامب يُشهد الله والناس أنه لا إلاه إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.. ترامب أصبح مُسلما يا سادة ويا سيدات.. قد تقولون: هذا مُستحيل! وأرد عليكم: بل ممكن جدا! ودليلي في ذلك عدد كبير من الغربيين الذين دخلوا الإسلام – ضمنهم أمريكيون – كانوا يُكنون عداء غير مفهوم وغير مبرر للإسلام فأصبحوا من أكثر المدافعين عنه وعن قضايا المسلمين العادلة!!!

لا تتعجبوا كثيرا، لأنني سأستدرك الآن.. كنتُ قلتُ في نفسي: إن الصيغ التي سيستقبلها أمراء الدول الإسلامية في الخليج دولاند ترامب لا شك ستوقظ جزيئات من قلبه أو ستُزيل نكتة سوداء من فؤاده مهما كانت حقيرة.. كما حصل مع بعض مُشجعي منتخبات غربية خلال مُشاركتها في كأس العالم قطر 2022 !!! لكن العكس هو الذي حصل، ويا للعجب ! فقد برهنوا له بما لا يترك مكانا للشك أنه يمكن للمسلم والمسلمة أن يكون غربيا أكثر من الغرب ويتخلى عن خصوصيته لأجل عرض من الدنيا قليل.. فرأينا استقبالا شعوريا (من الشعور جمع شعر وليس الإحساس) من طرف الفتيات بدون حجاب في الإمارات، ونساء يُسلمن على ترامب بأيديهن دون أي حرج !!! ولعل السؤال الذي شغل بال الرئيس الأمريكي طيلة مدة الزيارة، مع ليس قليلا من الاستغراب: ما الذي أصاب هؤلاء؟؟؟

لكن دونالد ترامب أنهى زيارته للخليج بالفوز بهدايا خيالية وصفقات فاقت 5 تريليون دولار، لكنه لم يفز بالهدية الأكبر: هدية الهداية! وانتهى “امتحان” الاستقبال لدى أمراء هذه الدول بالفوز برضا ترامب، لكنهم على الأرجح لم يفوزوا برضا ربِّ ترامب! وأهل غزة وفلسطين لم يفوزوا بشيء من هذه الزيارة بمقياس الدنيا، لكن فوزهم بمقياس الآخرة كبير وكبير جدا (منكم من يُريد الدنيا ومنكم من يُريد الآخرة).. وصف دقيق من رب دولاند ترامب رغم أنفه، ورب الأمراء والملوك رغم أنفهم.. مالك ومدبر كل شيء.. هو نعم المولى ونعم النصير..

Exit mobile version