
لا تزال مدينة تنغير تعاني من معضلة مزمنة تتعلق باحتلال الملك العمومي، حيث تحولت الأرصفة وأجزاء كبيرة من الشوارع إلى فضاءات مستباحة من طرف بعض أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، ما خلق حالة من الفوضى والارتباك في السير والجولان، سواء بالنسبة للراجلين أو مستعملي السيارات.
وأكد عدد من المتتبعين المحليين في تصريحاتهم لجريدة “الجهة الثامنة”، أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد سلوك فردي معزول، بل تحولت إلى ممارسة يومية ومألوفة أمام مرأى ومسمع من السلطات، دون أن يتم اتخاذ إجراءات حازمة للحد منها.
وأضافوا في معرض تصريحهم للجريدة، أن ما يزيد من حدة الوضع هو غياب مراقبة حقيقية واستمرار التساهل مع المخالفين، ما يشجع على مزيد من التمادي في استغلال الفضاء العمومي لأغراض تجارية.
وأشارت ساكنة المدينة في تصريحاتها، أن الأرصفة لم تعد صالحة للاستعمال، حيث يجد المارة أنفسهم مضطرين للسير وسط الطريق بسبب احتلال الأرصفة بالكراسي والطاولات والبضائع، ما يشكل تهديدا حقيقيا للسلامة الجسدية، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن والأشخاص في وضعية إعاقة.
وطالب المواطنون، في تصريحاتهم، بضرورة تدخل السلطات المحلية والإقليمية والمجلس الجماعي لتنغير بشكل عاجل، عبر إطلاق حملات تحرير الملك العمومي وتنظيم الفضاءات العمومية وفق ضوابط قانونية واضحة، مع فرض غرامات على المخالفين.
كما دعا المتتبعون إلى ضرورة إطلاق حوار تشاركي بين مختلف الفاعلين المحليين من أجل بلورة حلول مستدامة توازن بين حق أصحاب المحلات في العمل وحق المواطنين في استعمال الفضاء العمومي دون عراقيل، مع الاستفادة من تجارب مدن أخرى نجحت في تنظيم شوارعها بشكل حضاري ومتوازن.