التضامن الجهوي… رهان درعة تافيلالت للحد من نزيف الهجرة نحو المدن

منبر الجهة الثامنة – درعة تافيلالت
تعيش جهة درعة تافيلالت، كما هو حال عدد من الجهات الداخلية، على وقع تحديات تنموية متشابكة جعلت من الهجرة نحو المدن الكبرى خياراً اضطرارياً لآلاف الشباب بحثاً عن فرص عمل وخدمات أساسية مفقودة.
ورغم ما تزخر به الجهة من موارد طبيعية وثقافية وطاقية هائلة، فإن بطء وتيرة التنمية وتشتت الاستثمارات جعلا الفوارق المجالية تتعمق بين المراكز الحضرية الكبرى والقرى والواحات النائية، وهو ما يكرّس استمرار نزيف الهجرة الداخلية.
إن التضامن الجهوي اليوم ليس شعاراً سياسياً، بل رهان تنموي واقعي يقتضي إعادة توجيه الاستثمارات العمومية والخاصة نحو المجالات الهشة، وتفعيل العدالة المجالية عبر تمكين المواطن في مكانه من سبل العيش الكريم.
في درعة تافيلالت، يشكّل تأهيل المجال الواحي والقروي الأساس لأي تضامن جهوي فعلي. فحين تُربط التنمية المحلية بالاقتصاد الأخضر، وتُثمَّن الطاقات البشرية والموارد الطبيعية، تصبح الهجرة خياراً لا اضطراراً، ويستعيد الإنسان ثقته في مجاله وبيئته.
إن بناء تضامن جهوي فعال يمر عبر شراكة حقيقية بين الدولة والجهة والجماعات الترابية والقطاع الخاص، لإطلاق مشاريع تُعيد التوازن للمجال وتفتح أفقاً جديداً للتنمية المستدامة. فـمستقبل درعة تافيلالت لن يُبنى بالترحال نحو الشمال، بل بالاستثمار في الجنوب الشرقي ذاته، حيث تبدأ عدالة المجال وتنتهي جدوى التضامن.






