
تعيش مدينة الرشيدية على وقع قصة إنسانية استثنائية، تُسلّط الضوء على معاناة شاب وُلد باضطراب نادر في التطور الجسدي، جعله يعيش منذ سنوات في وضع صحي وهوياتي بالغ التعقيد.
هذا الشاب، الذي اختار الاحتفاظ بسرية هويته، يجد نفسه اليوم في مفترق طرق صعب، إذ لم يستطع إلى الآن تحديد هويته الجندرية بشكل واضح، وهو ما يحوّل يومياته إلى صراع داخلي مرهق، فهو يعيش حالة من الغموض والارتباك حول كيفية تقديم نفسه للعالم، في انتظار الحسم الطبي الذي قد يضع نهاية لرحلة طويلة من التساؤلات.
وأكدت مصادر إعلامية أن الضغوط النفسية التي يواجهها الشاب لا تقل وطأة عن وضعه الصحي، فوقع نظرات المجتمع، وسوء الفهم، والتنمر الذي يتعرض له في محيطه، كلها عوامل دفعته إلى الانسحاب شبه الكامل من الحياة العامة، مضيفة المصادر ذاتها، أن الشاب بات يتجنب الاختلاط بالناس أو الظهور في الأماكن المزدحمة، خوفاً من ردود الفعل أو من الحكم المسبق على وضعه.
الأطباء الذين يشرفون على حالته أوضحوا له أن الطريق نحو الاستقرار يمر عبر تدخل طبي دقيق، يهدف إلى تصحيح وضعه البيولوجي وتحديد هويته بشكل واضح، هذا المسار يتطلب خبرات متعددة، وفحوصات معمقة، وموارد مالية مهمة.
غير أن الجانب الطبي ليس وحده ما يثقل كاهل الشاب؛ فحاجته إلى المساندة النفسية والاجتماعية تبدو اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. فهو، كما عبّر بقلب مكسور، يريد فقط أن “يعيش مثل باقي الناس”، وأن يجد لنفسه مكاناً واضحاً داخل هذا العالم، بعيداً عن الارتباك والخوف والمعاناة.
قصة هذا الشاب تُعيد طرح أسئلة عميقة حول نظرة المجتمع للهويات المختلفة، وتكشف حجم الصعوبات التي يعيشها الأشخاص ذوو الحالات الطبية النادرة، الذين يحتاجون قبل كل شيء إلى التفهم والدعم.