
عبد العزيز المرابط
“من أجل المطالبة بربط دواوير تكمدارت بالطريق الوطنية رقم 9″، “من أجل فك العزلة عن ساكنة دواوير تكمدارت”، “من أجل محاربة الهدر المدرسي ودعم تمدرس الفتيات القرويات بالمنطقة”، “من أجل ضمان استقرار ساكنة المنطقة بالواحة، والرفع من الإنتاجية”، “من أجل خلق مدار سياحي مساهم في التنمية المحلية”… الخ بهذه الشعارات، وبعدما تأكد لساكنة دواوير “تكمدارت” بجماعة تامكروت عدم جدوى انتظار الوعود الانتخابية التي قُدِّمت لهم في غير ما مناسبة انتخابات تشريعية وبرلمانية على امتداد عشرات السنين لفك عزلتهم ورفع مظاهر الإقصاء والتهميش عنهم؛ بادر شباب(ات) وشيوخ دواوير “أيت خدو”، “إنكزاط”، “أكرور”، “بني عثمان”، “أيت بولغمان”، و “أسرير إكناون” إلى ممارسة حق من حقوقهم الدستورية، المتمثل في تقديم عريضة وملتمس إنساني إلى السلطات العمومية، وعلى رأسها “المجلس الجماعي/ تامكروت”، “المجلس الإقليمي/ زاكورة” ثم “المجلس الجهوي/ الراشيدية)، إيمانا منهم بأن الديموقراطية التشاركية المنصوص عليها في دستور 2011 والمُؤَطّرة بقوانين من شأنها أن تخفف من مآسيهم اليومية التي يعيشونها بسبب وضعية المسلك الطرقي الذي يربطهم بجماعتهم القروية وبمختلف المؤسسات وباقي المرافق التي تتوفر عليها المدينة.
وبالرغم من المبادرات والمشاريع والبرامج التي تقوم بها مجموعة من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، مثل برنامج تقليص الفوارق الترابية والإجتماعية في العالم القروي للرفع من الوضعية الهشة للبنيات التحتية للقطاعات الحيوية؛ فإن ساكنة دواوير “تكمدارت” بجماعة تامكروت لا حَظُّ لها في الإستفادة من هذه المشاريع، نظرا للتدبير الكارثي والعشوائي الذي يُوَرّثُ بين المجالس الجماعية لجماعة تامكروت ومنتخبيها جيلا بعد جيل، وبفعل حسابات سياسوية وصراعات انتخابية محضة لا تهمها كرامة الساكنة، كما لا تهمها العدالة المجالية المكفولة دستوريا.
أُذَكِّر أن المشكل يتمثل في مسلك طرقي جد حيوي يربط ساكنة كل من دوار “أيت خدو”، “إنكزاط”، “أكرور”، “بني عثمان”، “أيت بولغمان”، و”أسرير إكناون” بالطريقة الوطنية رقم (9)، وهو مسلك يعرف حالة جد مزرية طوال عشرات السنين، تتمثل أساسا في منعرجاته الوعرة التي تَسَبَّبَت في غير ما مرة من حوادث سير خطيرة جدا، والحُفَر والأحجار الكبيرة التي تُؤَثِّثُ المسلك من بدايته إلى نقطة وصوله بدوار أيت خدو. هذا بالإضافة إلى بعض المقاطع الجد ضيقة، والتي يستحيل معها مرور العربات المجرورة بالحيوانات، فما بالك بالسيارات والشاحنات الكبيرة.
وفي ظل هذه الوضعية، الْتَمَسَ الأجداد والآباء قبل عشرون سنة، كما الْتَمَسَ شباب وشابات اليوم بشتى الطرق وفي مختلف المناسبات بضرورة تدخل المسؤولين عن إنسانية وكرامة الساكنة، التماسْ ارتفعت معه صرخات التلميذات اللواتي ينقطعن عن دراستهن بالثانوي الإعدادي والتأهيلي، ويتوقفن عن استكمال حياتهن بشكل طبيعي كباقي تلميذات باقي الجماعات القروية والحضرية بالمدينة بسبب بُعد المؤسسات التعليمية ورفض أرباب النقل المرسي ولوج دواويرهن بسبب رداءة المسلك الطرقي. لكن وبالرغم من هذه الصرخات والملتمسات لازالت الساكنة تعاني، ولازال مسلسل انقطاع التلميذات والتلاميذ في ارتفاع وتزايد مهول، ولا زالت كرامة وإنسانية الساكنة تُدَاسُ بلامبالاة ولا مسؤولية المجلس الجماعي بتامكروت، وعدم اكتراث المجلس الإقليمي بزاكورة.
في هذا السياق، يتساءل شباب المنطقة: ما موقع ساكنة تكمدارت من الخطابات السياسية والإنتخابية؟ ما موقع ساكنة تكمدارت من النموذج التنموي الجديد؟ متى تُرْفَعُ مظاهر الهشاشة والفقر عن هذه المنطقة؟ متى تستفيد الساكنة من المرافق السوسيواقتصادية؟ متى تستفيد الساكنة من خدمة النقل المدرسي؟ متى يمكن لسيارة الإطفاء وسيارة الإسعاف أن تجد مسلكا مُعَبّدا تَلِجُ من خلاله إلى إسعاف النساء الحوامل وحماية أشجار النخيل من مسلسل الحرائق الذي تعرفه المنطقة في الآونة الأخيرة؟ متى يمكن للشباب العاطل بالمنطقة الإستثمار في مؤهلات منطقتهم؟ متى؟ ومتى؟ ومتى تجد آهات وصرخات الساكنة آذانا تسمعها وتكون لأصحابها الإرادة الحقيقة للتخفيف منها؟
إن ما تحلم به ساكنة دواوير المنطقة (شبابا وشيوخا وأطفالا ونساء) هو مسلك طُرقيّ مُعُبّد يرفع عنهم مظاهر الإقصاء والظلم، ويسمح للتنمية وبعضا من مظاهر العيش الكريم لأبنائهم مستقبلا، أبناء لم يساعدهم – للأسف – لا الحظ، ولا التاريخ، ولا الجغرافيا، والأكثر من ذلك، قَدَّرَ عليهم الله العيش في كنف منتخبين وجماعة قروية ومجلس إقليمي لمدينتهم لا يتقنون سوى العبث.
وفي ظل هذه الوضعية، الْتَمَسَ الأجداد والآباء قبل عشرون سنة، كما الْتَمَسَ شباب وشابات اليوم بشتى الطرق وفي مختلف المناسبات بضرورة تدخل المسؤولين عن إنسانية وكرامة الساكنة، التماسْ ارتفعت معه صرخات التلميذات اللواتي ينقطعن عن دراستهن بالثانوي الإعدادي والتأهيلي، ويتوقفن عن استكمال حياتهن بشكل طبيعي كباقي تلميذات باقي الجماعات القروية والحضرية بالمدينة بسبب بُعد المؤسسات التعليمية ورفض أرباب النقل المرسي ولوج دواويرهن بسبب رداءة المسلك الطرقي. لكن وبالرغم من هذه الصرخات والملتمسات لازالت الساكنة تعاني، ولازال مسلسل انقطاع التلميذات والتلاميذ في ارتفاع وتزايد مهول، ولا زالت كرامة وإنسانية الساكنة تُدَاسُ بلامبالاة ولا مسؤولية المجلس الجماعي بتامكروت، وعدم اكتراث المجلس الإقليمي بزاكورة.
في هذا السياق، يتساءل شباب المنطقة: ما موقع ساكنة تكمدارت من الخطابات السياسية والإنتخابية؟ ما موقع ساكنة تكمدارت من النموذج التنموي الجديد؟ متى تُرْفَعُ مظاهر الهشاشة والفقر عن هذه المنطقة؟ متى تستفيد الساكنة من المرافق السوسيواقتصادية؟ متى تستفيد الساكنة من خدمة النقل المدرسي؟ متى يمكن لسيارة الإطفاء وسيارة الإسعاف أن تجد مسلكا مُعَبّدا تَلِجُ من خلاله إلى إسعاف النساء الحوامل وحماية أشجار النخيل من مسلسل الحرائق الذي تعرفه المنطقة في الآونة الأخيرة؟ متى يمكن للشباب العاطل بالمنطقة الإستثمار في مؤهلات منطقتهم؟ متى؟ ومتى؟ ومتى تجد آهات وصرخات الساكنة آذانا تسمعها وتكون لأصحابها الإرادة الحقيقة للتخفيف منها؟
إن ما تحلم به ساكنة دواوير المنطقة (شبابا وشيوخا وأطفالا ونساء) هو مسلك طُرقيّ مُعُبّد يرفع عنهم مظاهر الإقصاء والظلم، ويسمح للتنمية وبعضا من مظاهر العيش الكريم لأبنائهم مستقبلا، أبناء لم يساعدهم – للأسف – لا الحظ، ولا التاريخ، ولا الجغرافيا، والأكثر من ذلك، قَدَّرَ عليهم الله العيش في كنف منتخبين وجماعة قروية ومجلس إقليمي لمدينتهم لا يتقنون سوى العبث.