ثار مجموعة من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إثر خبر منشور في الصفحة الرسمية لمجلس جهة درعة تافيلالت، يتعلق بزيارة للفنان رشيد الوالي إلى جهة درعة تافيلالت، في إطار التحضير لإنجاز “فيلم من وحي الخطارة او عبارة عن كبسولات فنية حولها” حسب التدوينة.
و قال مجلس الجهة عبر صفحته الرسمية، أن الزيارة الميدانية للفريق الفني الذي ترأسه الفنان المغربي رشيد الوالي، تأتي في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة والتعاون “حماية المعارف والمهارات المرتبطة بخطارات جهة درعة تافيلالت”، لأجل الاطلاع عن كثب على خطارة جهة درعة تافيلالت كتقنية وعبقرية الاجداد والاقتراب منها أكثر و لمس جوانبها البيئية والاجتماعية والاقتصادية و اكتشاف كنهها و سبر أغوارها.
و أضاف المجلس أن “الفنان و فريقه استطاعوا من خلال الجلسات الماتعة، مع التقنيين والمهندسين والساكنة والقائمين على تدبير شأن الخطارة، على طول محطات التوقف المبرمجة من تحديد مجموعة من مدخلات لسناريوهات عمل فني، اما على شكل فيلم من وحي الخطارة او عبارة عن كبسولات فنية حولها.
كما قال المنشور، أن المجلس لامس من خلال الزيارة ان الخطارة كعبقرية سحرت الفنان وفريقه ونالت من وجدانهم، حيث دفعه فضوله الفني الى النزول الى دهاليز الخطارة لمحاكاة الساكنة الواحية في عملية الصون والتنظيف او ما يعرف ب”الجهير” تحديدا بخطارة البويا. ونشر مقطع فيديو يوثق لهذه اللحظات الماتعة فحصد أكثر من 50000 مشاهدة في ذلك اليوم وحدهّ، وهذا مؤشر كبير على أهمية الصورة في إيصال الخطارة الى كل بيت مغربي من طنجة الى الكويرة.
و دون مجموعة من رواد الفايسبوك تعليقات تستنكر اعتبار معدل 50 ألف مشاهدة على قناة الفنان رشيد الوالي على اليوتيوب، معيارا للنجاح و لإبرام صفقة بالملايين حول إنجاز كبسولات فيديو تعريفية، و تستنكر استقدام فنان من المركز من أجل تعريف الساكنة بتقنية “الخطارة ” و إيصالها “إلى جميع البيوت”، و الأدهى من ذلك “تهنئة جهة درعة تافيلالت وشركائها وشكر كل من ساهم في إنجاح هذه الزيارة وشكر الفنانين” من طرف صاحب الصفحة الرسمية لمجلس جهة درعة تافيلالت.
و تساءل فاعلون محليون، حول مدى إمكانية حل مشكل الماء في الجهة و حل مشكل استنزاف المياه و نضوب بعض العيون، عبر هذه الزيارة و هذه الكبسولات و الاعمال الفنية المرتقب انجازها.
و قال أحد المعلقين داخل منشور المجلس، “الناس مات بالعطش وهدا كاملها وجملها بالأفلام والتخربيقات، وش متتحشومش وش الناس تنتظروا منكم التغيير واحنا راجعين للوراء وش هدشي لش جيتو للمجلس، هزلت ورب الناس. بالله عليكم ألم تخجلوا وأنتم تكتبون هذه الترهات؟!! ما علاقة الفن بالخطارة وماذا سنستفسيد من الكبسولات؟ وما فائدة آلاف المشاهدات وأي علاقة بينها وبين تنمية الجهة؟! ماذا ستستفيد ساكنة الجهة من وصول فكرة الخطارات إلى كل منزل؟! الناس تحتاج الماء أما الخطارات فنعرفها الناس تحتاج التنمية وليس عقد اتفاقيات فارغة المحتوى ومنعدمة الفائدة”.
كما علق الفاعل الحقوقي بالجهة، سعيد أولعنزي، بالقول “اجتماعات هدر زمن الجهة ، اجتماعات هدر المال العام .. للأسف من سفريات الرئيس السابق إلى الصين و البهرجة مع البريئة هنو ، الى لقاءات لخطارات و اجتماعات الترف !!! كنا ننتظر جامعة مستقلة أو طريق سيار أو سكة حديدية أو مشاريع ضخمة تليق بمستوى الجهة !! ، ثم أصبحنا مع الخطارات و رشيد الوالي !!!( عقبال الستاتي و الشاب بيلال ) كاين شي خطارات قد عمرنا لي مشا خلا ف جهة ” الانتحار ” البطيء !!! . ضاع الامل و ضاع الحلم و ضاع كل شيء !!!! . مجلس بدون معارضة امامه فرصة العمر لخدمة الساكنة لكن رياح السياسة تجري بما لا تشتهي سفن الساكنة !!!!! . جهة أخذ أراضي القبائل !! واستنزاف المياه الجوفية !! و إعفاء الإقطاعيين الكبار من الضرائب !! و العجز عن اصلاح غار زعبل !! . هذه جهة الريح و الشيح و الليشمانيا و الرماد الحُبيبي و بون فارينا و الطرق المحفرة و القناطر المهترئة !! . مرحبا رشيد الوالي و عقبال الشيخة البوكلان و العلامة حجيب و الدكتورة سالي كول !!! زمن المسخرة و مكر التاريخ .
و اعتبر معلقون آخرون، أن المجلس كان عليه استقدام لجنة مختصة بشراكة مع المصالح ذات العلاقة بتدبير منظومة الماء، و دراسة حالة الجفاف التي تعيشها المنطقة و الاستنزاف المفرط للذي تعيشه طبقات المباه الجوفية، من أجل الحد منها، و برمجة برنامج لترميم الموجود منها و اعادة اصلاح و تشغيل المردومة و تشجيع المهنيين و الفلاحين لبناء و حفر خطرات جديدة و طويلة تربط الإقليم بمنابع الماء من مرابض الجبال، حيث أضاف أحدهم “الفنانين موضوع الصورة مامحتاجينش الله يهديكوم”.
و تحققت “الجهة8” من رقم 50.000 مشاهدة المزعومة من طرف صفحة المجلس، فاتضح لها من خلال زيارة بسيطة إلى الفيديو موضوع التنويه من طرف المجلس، والمنشور على قناة الفنان رشيد الوالي، أنه لم يتعدى الالف و 500 مشاهدة منذ 26 ماي، أي تاريخ تنزيله على القناة، كما توضح الصورة ذلك، و يمكن الولوج إلى الفيديو عبر الرابط اسفله .