في الوقت الذي تعيش فيه ساكنة جماعة فركلة السفلى بإقليم الرشيدية على وقع جفاف الخطارات وتراجع الموارد المائية، وسط معاناة يومية مع التهميش في أبسط الخدمات الأساسية، يخرج رئيس الجماعة بقرار اقتناء سيارة جديدة، رغم أن الجماعة تتوفر أصلًا على سيارة من نفس النوع وتؤدي نفس المهام.
هذا القرار “الاستثماري”، كما وصفه البعض بسخرية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول أولويات التسيير المحلي، خاصة في جماعة تعاني من خصاص مهول في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، بدءا من الماء الصالح للشرب، مرورا بالطرق، وصولا إلى غياب أبسط مرافق القرب التي تسهل حياة الساكنة.
و اعتبرت ساكنة المنطقة، في تدوينات وتعليقات منتشرة على الفايسبوك، هذه الخطوة نوعا من الاستهتار بمعاناتها اليومية، متسائلة عن المعايير التي يعتمدها المجلس في صرف ميزانية يفترض أن توجه لتدارك الخصاص التنموي، بدل الزيادة في أسطول سيارات الجماعة.
ويرى متتبعون أن ما وقع يعكس استمرار عقلية التسيير التقليدي المبني على الوجاهة والامتيازات، بدل الحكامة الرشيدة والبحث عن حلول مبتكرة لأزمة المياه والتنمية المحلية، فيما تترقب الساكنة التفاتة حقيقية لمعاناتها، يبقى سؤال هل ستظل سيارات المجالس الجماعية أولى من توفير الماء الشروب والتنمية؟
