
في الوقت الذي لا تزال واقعة وفاة فتاة قاصر (مريم.ع) نتيجة لعملية اجهاض باءت بالفشل، حيث تعرضت الهالكة لنزيف حاد أدى بها الى هلاكها وسط تضامن كبير واحتجاج على ما تعيشه مناطق المغرب العميق المنكوبة من إهمال واقصاء ، فوجئت فعاليات من مدينة ميدلت بتنظيم سهرة فنية أحيتها الفنانة دنيا بطمة الى جانب فرقة عبيدات الرمى ضمن فعاليات الملتقى الوطني للتفاح.
ورغم أن معظم المناطق النائية التابعة لإقليم مدينة ميدلت تعيش حالة جد مزرية جراء الفقر وقلة التساقطات التي أثرت على معيشتهم اليومية جراء الغلاء وقلة المحصول الفلاحي ، فإن السلطات الاقليمية بمدينة ميدلت اختارت اعطاء الاولوية للرقص بإهدار أموال دافعي الضرائب في ملتقى كان الاحرى بالجهة المنظمة توفير أموال الشعب في إصلاح المسالك الطرقية وتوفير مشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمجموعة من الاسر التي تعيش الفقر الحاد والتهميش .
وفي سياق موضوع إحياء الفنانة دنيا باطمة لسهرة فنية ليلة أمس الجمعة 07 أكتوبر 2022، عبر العديد من رواد مواقع التواصل عن غضبهم لإهدار المال العام في الوقت الذي لا تزال فيه الساكنة تعاني من الخدمات المتردية للمستشفى الاقليمي وغياب الاطقم الطبية الكافية خصوصا في قسم الولادة وما ينتج عنه تسجيل حالات من الوفيات جراء الولادة القيصرية أخرها حالة سجلت خلال الاسبوع الحالي ، كما أن المستشفى لا يتوفر على قاعة للولادة مجهزة ، بالاضافة الى غياب الاجهزة والمعدات الازمة لمرور عملية الولادة في ظروف صحية .
ودعا بعض النشطاء الى وقف ما أسموه ب”المهزلة” ، والتعامل مع المنطقة على أساس المغرب العميق الذي يرقص على نغمات البندير وتفريقهم بالعصا ( الزواطة ) ، كلما طالبوا بتحسين سبل العيش الكريم التي تنطلق من الصحة والتعليم ومحاربة استغلال الاطفال وظاهرة تزويج القاصرات وما تعيشه منطقتي بومية وزايدة من تفشي لظواهر لا اخلاقية .
وتطرقت الفعاليات الغاضبة من إهدار المال العام في الرقص ، لمجموعة من القضايا التي تعاني منها مدينة ميدلت التي لا تستطيع اللآلاف من الاسر داخل ترابها من توفير حطب التدفئة ويضطر معضم الشباب والنساء الى العمل في ضياعات لجني التفاح مقابل مبلغ زهيد لا يتعدى 80 درهم التي لا تلبي أبسط حاجيات معيشتها اليومية من مأكل ما يضطر أغلبيتها الى العيش عالة على عاتق أفراد من أسرهم وانتظار مساعدات مالية تفاديا للموت جوعا أو التضور جوعا .
جدير بالذكر أن واقعة وفاة الفتاة القاصر لم يمضي على وقوعها سوى أسبوعين ولايزال الحزن يخيم على ساكنة منطقة بومية التي تعاني من الفقر والتهميش.
نقلا عن الصحيفة بلوس