فجر مبارك
أخيرا حط وفد وزاري يمكن أن نطلق عليه رفيع المستوى لأنه يترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالجهة الثامنة جهة درعة تافيلالت ، جهة مستحدثة ، نائية مهمشة محرومة من كل شيء رغم قدمها قدم التاريخ.
أخيرا حل الوفد الوزاري المكون من عدة وزراء منهم رئيس الحكومة و وزير الصحة وو…وفد انتظرته الساكنة المكلومة الفقيرة المقصية من حقها في العيش الكريم ، وفد قيل أنه سيشكل مناسبة لإطلاق مجموعة من المشاريع التنموية وأن هذه المشاريع تكتسي “أهمية كبرى”، وتهم قطاعات الصحة والتعليم والسياحة والتنمية والماء والطرق وغيرها…
لكن لماذا بقيت هذه المشاريع الى هذا الوقت ، الى أن مضى على احداث الجهة أكثر من ستة سنين ، وقد مر على احداث أقاليم الجهة أكثر من نصف قرن ، وبقيت بدون تنمية ، وتأخرت في الالتحاق بركب أقاليم الشمال …لماذا هذا الغبن ؟؟؟لماذا هذا التهميش الذي طال أمده …فهل فعلا ستنجز المشاريع التي تكتسي أهمية كبرى في التنمية ؟؟؟
سؤال طرحناه و طرحه مجموعة من متتبعي الشأن العام بالجهة ..لأن مثل هذه الزيارات توالت على أقاليم الجهة ولم ينجز منها أي شيئ والمنجز منها مغشوش ، ( واحة الرياضات…مدينة المهن والكفاءات …) وأعطيت وعود وصرفت ميزانيات ..وبقيت “مشاريع” فوق الرفوف أو أقبرت ….
سؤال أردنا منه تفعيل المواكبة وانجاز ما تم التوقيع عليه، ولقائل يقول: لو لم يتدخل عاهل البلاد الذي أعطى تعليماته السامية لرئيس الحكومة ، لما بقيت الجهة دون معيل ودون رفيق ، انه الملك العظيم الذي أراد لجهة درعة تافيلالت أن تواكب ركب التنمية الذي تشهده المملكة ، هو الوحيد الذي ينظر ببصيرة العقل ، راجين من الله العلي القدير أن يقويه و يسدد خطاه ، لأننا في جهة درعة تافيلالت لم نرى من مثقفي الجهة ومن وزراء الجهة ومن مسؤولي الجهة ومن بين المتحكمين في الأمور في العاصمة ، سوى الاقصاء والتهميش وعدم المبالات وترك الحبل على الغارب ، لأنهم اشتعلوا و سكنوا و استوطنوا العاصمة وقطعوا صلتهم بمسقط رأسهم .
اليوم وقف الوفد بعدة مناطق في الجهة ، وشهد بأم عينه واقعها المكلوم و الجريح و السخيف ، وعرف ولو بإيجاز كيف يقاوم السكان شظف العيش وقصر اليد و وعورة المسالك وبعد المسافات ، وقهر المناخ وشح التساقطات …، حتى أن بعضهم وهو واقفا على حافة احدى القناطر بزاكورة ، فـطلق العنان لنظره صوب الأفق الخالي والأرض الجرداء القاحلة الجافة من المياه …وكأنه يقول : واه ها دشي كيخلع ..فين عاشين هذا الناس…”
انها الحقيقة والواقع ، حكومات تواروا عليه وتناسوه وتجاهلوه ، رغم النداءات و الكتابات و الاحتجاجات من شدة ألأم القهرة والحكرة من أجل ايصال صوت المقهورين الذين يعانون من كل شيء ..في الدراسة ، في التطبيب ، في الشغل ، في السياحة… هذه الأخيرة التي قال عنها أحد المستشارين البرلمانيين أمام وزيرة السياحة في البرلمان : ما يمكنش واحد السائح جائ لورزازات وبقى جالس في المطار عدة ساعات …كتقتلوا هذا الوجهة …قولو لنا قتلتوها..حتى الفنادق سدو …حرام كانجيو باش نلقاو حلول للناس أوحنا بحال الى كانديرو أفلام ديال السينما عليهم …
في الأخير وليس بأخير… حتى هذا الوفد “الرفيع المستوى” و الذي انشرحت له الساكنة ولو على مضد ، وجدناه ما زال متمسكا بالإقصاء و التهميش و عدم المبالات خاصة ، بالإعلام الجهوي ، حيث ود اعلاميو جهة درعة تافيلالت الحصول على تصريحات صحفية لوزراء الوفد ، ولرئيسه ، لكن المكلفة بالتواصل الرسمي الحكومي ، أصرت على اقصاء صحافيو و اعلاميو و منابر جهة درعة تافيلالت وحرمتهم من التواصل مع الوزراء ومع رئيس الحكومة ..فماذا نسمي هذا الاجراء؟؟؟