
في إطار الدينامية التنموية التي يعرفها إقليم ميدلت، و تنفيذا لمقاربتها الشمولية الهادفة إلى تحقيق تنمية مندمجة، متوازنة و متساوية مجاليا، حرصت السلطات على وضع المناطق الجبلية في أولوية اهتماماتها عبر برمجة و تنفيد مجموعة من المشاريع البنيوية التي ترقى إلى تطلعات ساكنتها، حيث تعتبر “طرق ايت عبدي” بأعالي جبال إملشيل نموذجا يحتذى به في هدا المجال، لطالما شكل تحديا كبيرا للسلطات و الساكنة المحلية على حد سواء، انتهت بالخروج الى حيز الوجود بفضل تظافر جهود جميع المتدخلين.
و يتكون هده الورش الكبير من ” أشغال فتح الطريق و بناء المنشآت الفنية بالمقطع الرابط بين إملشيل و دوار إغالن بمنطقة ايت عبدي” على مسافة تفوق 46 كلومتر بتكلفة مالية تقدر ب 20 مليون درهم ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و “أشغال تعبيد المقطع الطرقي المذكور” بغلاف مالي يفوق 46 مليون درهم بتمويل من مجلس جهة درعة تافيلالت في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية بالوسط القروي، و أشغال بناء الطريق الرابطة بين دوار اغالن و إقليم أزيلال على مسافة 5 كلومترات بتكلفة مالية تفوق 13 مليون درهم ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. بالإضافة إلى أشغال “فتح الطريق و انجاز منشآت فنية” بين دوار ألغازي و دوار أمغال مرورا بدوار توصفصدي على مسافة 10 كلمترات بتكلفة مالية تفوق 19 مليون درهم من تمويل المجلس الإقليمي لميدلت، و أشغال “فتح الطريق و بناء منشآت فنية” بين دواري توصفصدي و أورزي على مسافة 6 كلتمرات بتكلفة مالية تفوق 10 مليون درهم من تمويل مجلس جهة درعة تافيلالت.
و قد أشرفت أشغال فتح طريق المؤدية إلى اغالن على نهايتها قبل الأجلال المتفق عليها بفضل جدية الطاقم التقني المشرف عليها بالإضافة الى عمليات التتبع الميداني و المواكبة المستمرة للمصالح الادارية المختصة التي تسارع الزمن من أجل اطلاق عملية التعبيد الطرقي في أقرب الأجلال وفق المواصفات الجاري بها العمل بالطرق الوطنية و بالموازاة مع انطلاق أشغال انجاز المقطع الطرقي الرابط بين دوار إغالن و اقليم أزيلال.
و تجدر الاشارة إلى ان هده الطرق ستتحول من مقاطع طرقية إقليمية الى محاور طرقية وطنية تربط مجموعة من مناطق أعالي جبال إميلشيل بأكثر من إقليم، حيث من المنتظر أن تلعب دورا كبيرا ليس في فك العزلة و إدماج الساكنة المحلية في النسيج السوسيو اقتصادي فقط، بل في النهوض بالأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للساكن ككل، بالإضافة الى التعريف بالمؤهلات السياحية لهده المناطق الجبلية المتميزة عبر ربطها بالشبكة الطرقية الوطنية و تسهيل الولوج اليها.