أزمة حزب الاصالة والمعاصرة والبحث عن قيادة جديدة

يتجه حزب الجرار إلى الاعلان عن انعقاد مؤتمره الوطني خلال الفترة الممتدة ما بين 9و11 فبراير المقبل بمدينة بوزنيقة لاختيار أمين عام حزب لكل الباميين والباميات خاصة بعد تزايد المطالب حول ضرورة رحيل وهبي التي عبرت عنها قيادات الحزب ورفضها استمراره على رأس الامانة العامة للحزب التي تضررت صورته كثيرا بسبب الخرجات الاعلامية المتتالية للأمين العام عبد اللطيف وهبي بعد تفجر فضيحة اسكوبار الصحراء واعتقال كل من الناصري والبعيوي الاذرع القوية التي يراهن عليها وهبي للفوز بولاية ثانيا وضمان الاستمرار في قيادة الجرار من جديد .
قبل أن يعلن عن ميلاد حزب الجرار ،شكل تأسيس حركة لكل الديموقراطيين سنة 2007 من طرف العديد من الشخصيات السياسية على رأسهم المستشار الحالي لجلالة الملك فؤاد علي الهمة الخطوة الاولى لتأسيس حزب الاصالة والمعاصرة سنة 2008 ، حيث سيتم انتخاب حسن بن عدي أمينا عاما له بعد نقاش عميق بين مجموعة من اليساريين أبرزهم الياس العماري الذي رفض فكرة تحويل الحركة إلى حزب قبل أن يتراجع عنها ويعلن الالتحاق ب بحزب الاصالة والمعاصرة ،هذا الحزب الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب كما يطلق عليه ذلك خصومه السياسيون كان وقد أعلن عن فتح افاقا جديدة تتجه نحو ترسيخ قيم الحداثة والديموقراطية ، ورغم تطمينات مؤسس الحركة علي فؤاد الهمة بكون المشهد السياسي المغربي يعرف وجود قطب يساري وقطب يميني وغياب قطب ليبرالي ديموقراطي والذي سيكون حاضرا بقوة ،لم يقنع باقي الاحزاب التي أبدت تخوفا من هذا المولود السياسي وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية الذي يعلم الجميع المعارك التي خاضها الحزب مع فؤاد علي الهمة وهناك من يشير إلى أن تأسيس الجبهة يشبه إلى حد ما ما تكرر في نهاية السبعينات حين طلب من الراحل احمد عصمان بتأسيس حزب التجمع الوطني للأحرار ومن المعطي بوعبيد بتأسيس حزب الاتحاد الدستوري في بداية الثمانينات ،وفي سنة 2009 سيخوض الحزب غمار الانتخابات حيث سيتمكن من الحصل على المرتبة الاولى من حيث عدد المقاعد وكان الحزب يحقق مكاسب كبيرة بعد استقطاب مجموعة من الاعيان والشخصيات من أحزاب اخرى ويتجه لاكتساح انتخابات 2011 ،إلا أن رياح الربيع العربي ألقت بظلالها على المغرب وخرج الالاف من المتظاهرين الذين شاركوا في حركة 20 فبراير رافعين شعارات ضد مشروع حزب الاصالة والمعاصرة ، في تلك الفترة سيقدم الهمة استقالته من الحزب ليتم تعيينه مستشارا الملك مع الاعلان عن دستور2011 وإجراء أول انتخابات التي منحت المرتبة الاولى لحزب للعدالة والتنمية بعد أن تعاقب على الحزب عدد من الشخصيات السياسية من محمد الشيخ بيد الله مرورا بإلياس العماري إلى عبد اللطيف وهبي حيث سيتمكن الحزب من احتلال المرتبة الثانية في الانتخابات المحلية والجهوية لسنة 2015، لكن الحظ لم يحالفه في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 ليحل ثانيا بعد العدالة والتنمية حيث أدت هذه النتيجة إلى استقالة الياس العماري في سنة 2017، ومباشرة وفي مايو سنة 2018 سيتم انتخاب حكيم بن شماس أمينا عاما للحزب الذي لم يعمر أكثر من سنة واحدة حتى بدأت تتشكل تيارات مناوئة له ، واستطاع وهبي أن يشكل حركة تصحيحية باسم تيار المستقبل امتدت إلى غاية انعقاد المؤتمر العام سنة 2020 الذي أسفر عن انتخاب وهبي أمينا عاما للحزب .
ولعل مرحلة وهبي ورغم احتلاله المرتبة الثانية في الانتخابات الاخيرة ،إلا أن كثرة الاخطاء التي راكمها منذ تقلده منصب وزير العدل في الحكومة الحالية من معرفته بلون التقاشر التي يلبسها المواطن ومطالبته المغاربة بالاعتذار للمدعو طوطو الذي كان يدخن الحشيش في حفل ممول من الدولة ،وحتى افتخاره بابنه الذي درس في كندا لان أباه لباس عليه وعنده جوج إجازات والشوهة العارمة في مباراة المحامون التي ستظل راسخة في ذاكرة المغاربة جميعا كل هذا قد يجعل وهبي يستحق الخلود للراحة السياسية والالتحاق بزعماء الحزب السابقين إلى مقبرة التاريخ وفتح المجال أمام طاقات جديدة وقيادة شابة تؤسس لمسار جديد داخل تدبير الشأن العام للمرحلة المقبلة لحزب الاصالة والمعاصرة.