آخر الأخبارمجتمعميدلت

محمد إكن يكتب: جمود اليات تجديد النخب يعيق تشغيل البعد التشاركي في المرحلة الجديدة

بقلم : محمد اكن

إذا تكلمنا اليوم عن سيكولوجية المصلحة العليا للأنا لدى نخب الوسط السياسي في الوطن العربي نجد اننا مضطرون للوقوف قليلا والقيام بتحليل نفسي دقيق . فكل  خطاباتهم عبارة عن انفعالات همها خدمة المصلحة الشخصية لا خدمة الوطن والصالح العام . وكل وردود افعالهم تعود في معظمها إلى مرض نفسي قديم قدم الزمان وهو مرض جنون العظمة وشعور نجرسية عالي و ما سمي في الجاهلية بالتفاخر بالالقاب وعبية الجاهلية .كما هو مبني أيضا على الرغبة الملحة في الانتقام من الاخر وان كان لا يمت للعبة السياسية بصلة ولن يسمح له في المساهمة في أي شيء إن لم يذكر خير صاحب مرض العظمة فيه ومشكورا أيضا.

صاحب مرض العظمة يعيش دائما في ماضيه وهو محنة قاسية يعانيها نفسيا فيحاول في كل تصرفاته او خطاباته أن يذكر الكل بالإنجازات الرائعة والبطولات التي احرزها ضد الآخرين طيلة مساره الماضي معتقدا أن واقع اليوم هو كواقع الأمس وان اليوم سيظل ناقصا لو تواجده وانجازاته الوهمية الخرافية وأن الله سينزل كل جبروته لمن لم يمشي على نهجه ولو كان منتهي الصلاحية .

ورغم أن أصحاب مرض العظمة بين المنتخبين  محسوبين على رؤوس الأصابع إلا أنهم يعتقدون أن الباقي من الجماهير لا تسمع لسواهم فيحاولون دائما التشبث بماضيهم مستهزئين بالأخرين على أنهم دخلاء في نظرهم الى عرين ملعبهم السياسي والباقي لا يليق بهم سوى الحضيرة لانهم لن ينتجوا شيئا مفيدا للمجال السياسي .

وكلما اقتربت الجماهير بأفكار جديدة مستنيرة من فرض نفسها على أرض الواقع إلا واجهها هؤلاء المرضى النفسيين المتجمدين المتعصبين مرضى جنون العظمة بالمرصاد كي لا يلتحقوا بالحافلة عبر وضع مخططات وحيل رخيصة قصد تهميشها واقصاءها . وأحيانا يلجؤون إلى استغلال سياسة خلط الدين بالسياسة لإدخال الاميين في قطيع تبعية افكارهم الجاهلة الفاسدة التي لم تعد تصلح لشيء سوا عيش الوهم والخراب . قصد التنكيل بهم واتهامهم بزعزعة الفريق أو التفرقة التي لا يريدها الله . ولأن الدين هو كل ما يقوله الفقهاء المرتشين الذين هم تحت أوامر أصحاب العظمة.يصبح بذالك ملكا لهم يستغلونه كيفما شاؤوا و بتعبير اخر، يبدو ان عديد الخطابات التي ميزت الحياة السياسية في الآونة الأخيرة من قبيل (تجديد النخب، تحرير الطاقات الشبابية، تأهيل الموارد البشرية، …)، لم تجد موقعا لها ضمن الهندسة الترابية التقليدية للاعيان.

كما ان هذا المنطق السخيف المتهالك في التعاطي مع سياسة  الانتخابات اخل بوطننا العربي الذي  لطالما أدى إلى تبخيس مجموعة من المرجعيات الإصلاحية الملهمة للأمة العربية، وفي مقدمتها مضامين الخطابات الملكية والرئاسية للدول التي طالبت الأحزاب في مناسبات عديدة بمشاركة الشباب ومجموع المواطنين في بناء الاجندات الانتخابية والتنموية، وعبرها في صناعة القرارات.

لكل ذلك، تقتضي اللحظة من الفاعلين السياسيين كشف كواليس اللعبة السياسية ومناقشة محاورها مع الجماهير الشعبية، من خلال إعطاء المواطنين القدرة على قراءة برامج إنتخابية متنافسة بالموضوع و الشفافية اللازمين، عوض الاستمرار في ممارسة اساليب الكولسة والتضليل  ضد كل تطلعات البلدان التي طالتها كثير من الاعطاب والازمات التدبيرية.في انتظار تحقيق هذه الطموحات الكبرى، يجب على الشباب العربي ان يدخل المعارك السياسية من أبوابها الواسعة، واطلاق العنان لطاقاته وابتكاراته وافكاره، وتشكيل خلايا مواطنة لليقظة ، من اجل التخفيف من حلقات للفساد الانتخابي مستقبلا.

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى